DW – حذر زعيم حزب الله حسن نصر الله قبرص من أن قبرص ستصبح هدفا لحزب الله إذا فتحت مطاراتها أو قواعدها أمام إسرائيل. ويأتي هذا التهديد في الوقت الذي تستمر فيه التوترات بين الحزب وإسرائيل في النمو، وقد يؤدي ذلك إلى حرب شاملة على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
تصاعد القتال على الحدود الإسرائيلية اللبنانية بعد الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر والذي أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص واختطاف حوالي 240 شخصًا، ردت إسرائيل بهجوم في غزة أسفر حتى الآن عن مقتل أكثر من 37 ألف شخص.
قُتل ما لا يقل عن 479 شخصًا في لبنان في القتال عبر الحدود حتى الآن، معظمهم من مقاتلي حزب الله، و93 مدنيًا، وفقًا لوكالة الأنباء الفرنسية. وأفادت السلطات الإسرائيلية أن ما لا يقل عن 15 جنديًا و11 مدنيًا قُتلوا من جانبهم.
يقول حزب الله إنه يتصرف ردًا على العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة في الوقت الذي أعلن فيه الجيش الإسرائيلي أن خطط الهجوم على لبنان تمت الموافقة عليها وإقرارها.
هل تدعم قبرص إسرائيل بالفعل؟
أكدت السلطات القبرصية بشدة على حيادها بعد تهديدات حزب الله، ورفض المتحدث باسم الحكومة كونستانتينوس ليتيمبيوتيس التهديد باعتباره “لا يتوافق مع الواقع”. ووفقاً لليتيمبيوتيس، “لن يتم منح أي دولة الإذن بإجراء عمليات عسكرية عبر قبرص”. كما رد الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليديس على التهديد بالتأكيد على أن بلاده لا تقدم في الواقع أي مساعدة عسكرية: “إن جمهورية قبرص ليست متورطة بأي حال من الأحوال في الصراع “.
ومع ذلك، ذكرت هيئة الإذاعة القبرصية العامة أن تدابير الشرطة لمكافحة الإرهاب يتم تحديثها وتقييمها يومياً استجابة للتهديد، حتى تكون البلاد مستعدة لأي هجوم أو تصعيد محتمل في المنطقة. ندد الاتحاد الأوروبي التهديد الموجه إلى قبرص، الدولة العضو الأقرب إلى الشرق الأوسط. وقال بيتر ستانو، المتحدث باسم المفوضية الأوروبية، إن أي تهديد ضد قبرص يشكل تهديداً للاتحاد الأوروبي بأكمله.
المناورات العسكرية المشتركة
من المرجح أن تتجاوز القوة العسكرية لحزب الله قوة الجيش اللبناني، كما أن جناحه السياسي يضم وزراء في مجلس الوزراء اللبناني. ولكن الحكومة اللبنانية وقبرص لا تربطهما علاقات عدائية. والواقع أن كبار المسؤولين اللبنانيين حاولوا بعد تهديد حزب الله لقبرص تخفيف حدة الموقف واتصلوا بنظرائهم القبارصة للحفاظ على السلام بين البلدين.
ومع ذلك، فقد حسنت قبرص على مدى السنوات الماضية علاقاتها مع إسرائيل أيضاً، سواء على المستوى الاقتصادي أو في مسائل تنسيق الدفاع. فقد أدت اكتشافات حقول الغاز الطبيعي في شرق البحر الأبيض المتوسط إلى جمع البلدين معاً لإقامة مشروع استخراج مشترك.
كما أجرت قبرص وإسرائيل مناورات عسكرية مشتركة في قبرص للتدريب على القتال، وأجرت القوات الجوية الإسرائيلية مناورات في المجال الجوي القبرصي.
في قبرص، تدير المملكة المتحدة قاعدتين عسكريتين، بما في ذلك قاعدة جوية، ظلت تحت السيطرة البريطانية بعد أن حصلت قبرص على استقلالها في عام 1960. وقد استخدمت بريطانيا والولايات المتحدة هذه القاعدة الجوية لمهاجمة الحوثيين الذين استهدفوا منذ أشهر سفن الشحن في البحر الأحمر.
ومع ذلك، بذل المتحدث باسم الحكومة القبرصية ليتيمبيوتيس، الذي أكد حياد قبرص في الصراع بين إسرائيل وحزب الله، جهدًا كبيرًا للإشارة إلى أن القواعد البريطانية ليست تحت سيطرة قبرص على الإطلاق.
