رويترز ـ يواجه رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك تمردا كبيرا من الساسة اليمينيين في حزبه اليوم الثلاثاء بسبب تشريع رئيسي للهجرة يهدف إلى تسريع ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا في اختبار حاسم لسلطته.
وقال اثنان من رؤساء حزب المحافظين إنهما على استعداد لتحدي سوناك للانضمام إلى التمرد من خلال التصويت على تشديد التشريع قبل تصويت البرلمان على الخطة يومي الثلاثاء والأربعاء.
وينقسم حزب سوناك بشدة حول مشروع القانون، الذي يهدف إلى منع طالبي اللجوء من تقديم المزيد من الطعون أمام المحاكم ضد ترحيلهم. ويقول بعض المشرعين المحافظين إن الأمر يذهب إلى أبعد من اللازم، ويقول آخرون إنه لا يذهب إلى المدى الكافي.
وما لم يتم تغيير التشريع، يهدد بعض المحافظين بالتصويت ضد الحكومة في مرحلتها البرلمانية النهائية في مجلس العموم، وهو مجلس النواب بالبرلمان، والتي يمكن أن تتم مساء الأربعاء.
وقال أحد كبار المشرعين إن المتمردين لديهم العدد الكافي لهزيمة سوناك في التصويت النهائي.
وقال “ليس هناك أي غرض من وضع تشريع غير فعال”، مضيفا أن المتمردين يحتاجون فقط إلى نصف أولئك الذين أيدوا التعديلات ليهزموا أمام الحكومة في التصويت النهائي.
وجعل سوناك وقف وصول طالبي اللجوء الذين يعبرون من فرنسا إلى بريطانيا على متن قوارب صغيرة هدفا رئيسيا لحكومته.
ويقول معظم الذين يصلون على متن القوارب إنهم فروا من الحروب والفقر في الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا. لكن الحكومة البريطانية تقول إن حوالي 90% من الذين يقومون بالرحلة هم من الرجال والعديد منهم مهاجرون اقتصاديون وليسوا لاجئين حقيقيين.
“الأحزاب المنقسمة تفشل”
وواجه سوناك أخطر تهديد لقيادته الشهر الماضي عندما تغلب على تهديد العشرات من نوابه بالتمرد في أول تصويت برلماني على مشروع القانون.
وفازت الحكومة بهذا التصويت بسهولة بعد أن قرر بعض المشرعين الامتناع عن التصويت بدلاً من التمرد، لكن البعض حذر من أنهم قد يصوتون ضد التشريع في مراحل لاحقة من العملية البرلمانية ما لم يتم تغيير مشروع القانون.
ويخطط أكثر من 60 عضوًا من أعضاء البرلمان المحافظين لدعم التعديلات التي من شأنها أن تسمح للوزراء بتجاهل أحكام اللحظة الأخيرة الصادرة عن قضاة المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في ستراسبورغ، والتي تسعى إلى إلغاء الرحلات الجوية إلى رواندا.
ويؤيد عدد مماثل أيضًا تعديلًا آخر من شأنه أن يمنع طالبي اللجوء من تقديم مطالبات فردية لمنع ترحيلهم إلى الدولة الواقعة في شرق إفريقيا.
وقال إسحاق ليفيدو، استراتيجي الانتخابات في حزب المحافظين، للمشرعين في اجتماع مغلق في وقت متأخر من يوم الاثنين، إن الحزب سيواجه الهزيمة في الانتخابات الوطنية هذا العام ما لم ينهوا خلافاتهم الداخلية.
وقال ليفيدو، بحسب مسؤول في حزب المحافظين، “اسمحوا لي أن أوضح ذلك. الأحزاب المنقسمة تفشل”.
وقال نائبا رئيس حزب المحافظين لي أندرسون وبريندان كلارك سميث إنهما سيصوتان لتشديد التشريع.
وردا على سؤال عما إذا كان هذا يعني إقالته، قال بريندان كلارك سميث: “ليس من حقي أن أقرر”.
