الإثنين, سبتمبر 16, 2024
17.1 C
Berlin

الأكثر قراءة

Most Popular

علي أبو الريش ـ الإمارات دولة رعاية إنسانية

صحيفة الاتحاد ـ الإمارات دولة رعاية إنسانية، دولة تعرف دورها الإنساني، والريادي، في كفكفة دموع المحتاجين، وتضميد جروح المبتلين، ورفع الظلم عن المظلومين.
اليوم وفي خضم الأحداث في فلسطين، لا مجال للزعيق، ولا وقت للولولة ولطم الخدود، ولا للتصريحات الرنانة، عبر الشاشات، وفي المواقع المأزومة بأصحابها.
اليوم وفلسطين في قلب النيران، يقوم المخلصون، وعشاق السلام، بمد الأيدي من أجل علاج المصابين، وجمعهم مع عائلاتهم، على أرض الخير، أرض الحقيقة الدامغة ومن دون تزييف، أو تحريف، للحقائق، ومن مزايدات إعلامية، وسياسية، وأيديولوجية وكأنها الرحى التي تسحق حجرها.
اليوم هو يوم الحقيقة، ومن يريد أن يقدم للإنسان الفلسطيني ما يفيد فعليه التقدم بما يدمل جروحه، ويزيل عنه رعب الحرب، وويلاتها، وظلامها، وشطبها، وحرقتها التي كوت أكباد الأمهات الثكالى، والأرامل.
اليوم والإمارات تنهض من أجل الأطفال والذين لا ذنب لهم، سوى أنهم ولدوا في تضاريس مشرئبة بالكراهية، والظلم، والحيف.
اليوم هكذا يرى الأوفياء أن من واجبهم مد يد العون لمن ظلمهم التاريخ، وعبست في وجوههم الجغرافيا، وأصبحوا بين البين نفوساً ممزقة، وأرواحاً مخطوفة، وعقولاً لا تعرف كيف تعيش في زمن أصبح العنف وسيلة المخدوعين بالقوة، والغائصين حتى آذانهم في خرافة القوة.
هذا يوم الإمارات، يوم الكرماء، يوم محبي الحياة، والذين يزرعون تربتها بالحب والثبات على القيم والمبادئ الإنسانية.
اليوم وتستقبل الإمارات ألف طفل فلسطيني، رفقة عائلاتهم، تبدو الإمارات في هذا العالم، الشمس التي تكشح الظلام عن العيون، إنها النجمة التي تشير لكل الناس، بأن الحياة ليست غطرسة، ولا أحلاماً زائفة، ولا العيش على حساب الآخر، الحياة تماماً كما تتكامل النجوم، من أجل إضاءة السماء، وترصيع صدرها بالجمال.
دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تتبوأ مكانتها الريادية في لمّ الشمل، ودرء الخطر، ومنع الضرر، وكبح جماح الشرر، وصناعة مستقبل الإنسان من حرير المبادرات السامية، ومن زمرد العطاء السخي لكل نفس، تأخذ من هواء الأرض، ما يسعدها، ويبعث لها الفرح.
الإمارات اليوم وهي تراقب الحدث الجلل في غزة، تقوم بدورها الإنساني على أكمل وجه، وفي أحسن صورة، وتقدم ما يلزم من عون، وغوث لأجل أن تستمر حياة الأطفال، في حمل زهور الفرح، والابتسامة المشرقة، وبريق العفوية، والبراءة.
الإمارات اليوم وهي تشهد هذا الدم المراق، إنما تثب وثبات الجياد الأصيلة، لوقف الهدير، والزئير، ومنع النقيق، والنعيق، وإعادة ما سلب من الطفولة من معاني الفطرة، ومفردات الطبيعة الزاهية بجمال الطلعة، وجلال الرونق.
الإمارات اليوم وهي تسعف من بوغتوا بوحشية الكبار وتقف عند صرخاتهم، وقفة المساند، والمغيث، من دون ما يحدث من اصطفافات، لا غرض منها سوى تحقيق أجندات سياسية، ومصالح ذاتية مسمومة، بزؤام الأنانية، والبوح المريض.
ألف طفل فلسطيني، بعهدة دولة، ترعرعت في أحضان الإرث الأصيل، الذي تركه زايد الخير، طيب الله ثراه وأسكنه فسيح الجنات.
ألف طفل سوف يكونون ضيوفاً مكرمين، محتفى بهم على أرض الوفاء، والسخاء، والنفوس الزكية، والقلوب الرحيمة.
ألف طفل، هم بيننا، وفي مصحاتنا الطبية، فلذات تحيطهم أيدي الدفء، وصدور الرحمة، وقلوب الود، والصدق والإخلاص، ومن دون شعارات صفراء، ومن دون حناجر ملوثة بالخبث، ورجس الذاتية المقيتة.

الأكثر قراءة