علي أبو الريش ـ الاتحاد لحقوق الإنسان

الاتحاد – عندما تصبح قماشة الحياة بيضاء ناصعة من غير سوء، يصبح حق الإنسان مكفولاً محمولاً على كفوف الراحة، مشمولاً بالود والوفاء والحنان.عندما يصبح المجتمع حضناً وحصناً، تصير الحياة أشف من ورقة التوت، وأجمل من بريق النجمة، وأرق من قلب الرؤوم على فلذة الكبد.

اليوم وقد بلغت الحياة مبلغاً يضاهي الكواكب والنجوم، فكان لا بد وأن تفخر الإمارات بأن تكون زاهية بمؤسسة ترعى الحق وتحمي المشاعر وترفع الراية البيضاء، مبتسمة لكل من تطأ قدماه هذه الأرض الطيبة.

اليوم يسعد الإنسان المواطن والمقيم أنه ينتمي إلى هذا الركب المكرم بحرية الحياة، ما دامت الحرية الشخصية لا تتعدى حرية الآخر ولا تنقص منها ولا تقلل من شأنها.

اليوم الإمارات محل للعيش الكريم والحياة الهانئة في ظل قوانين تحمي الحقوق وتحفظ الطموحات، من دون نقصان أو تقصير؛ لأن هذه القوانين لم تأت من فراغ أو تنظيرات عشوائية، بل هي من وحي قيم سامية متوارثة راسخة في الذاكرة، تنميها مخيلة الإنسان الذي أنعم الله عليه بقيادة تسهر على راحة الناس وتبذل النفس والنفيس من أجل سعادة الناس جميعاً، ومن أجل صناعة وطن يخلو من النمش ويصفو محياه حتى كان يغار منه الكوكب الدري.

اليوم أصبحت الإمارات نموذجاً حياً للحرية يقتدى به، ومثالاً يلمسه القاصي والداني، وبلا ريب، فهذا المثال هو نتيجة تجارب وخبرات وتراكم وعي وفهم أن الحقوق واجبة وأن الواجبات حقوق ولا مناص من السير قدماً في اتباع سيرة النبيين والأولياء الصالحين، ولدينا قدوة في ديننا القويم، ولدينا مثال في تاريخ وطننا الذي تربى أبناؤه على صيانة الحقوق وتأدية الواجبات على أكمل وجه.

لأنه ما من قانون يسن الحقوق إلا وفي نفس الصفحة يبرز حق الوطن على كل من أعطاه الحقوق كاملة مكملة لا فيها نقصان ولا هجران.
وهذه هي الحرية المدعومة بحقوق واجبة ومقدسة، إنها الحرية التي تتطلب وعياً بأهمية أن تكون لها أنامل ناعمة، بحيث لا تخدش قماشة الآخر ولا تشوه ولا تسوف معنى الحقوق، ولا تتجاوز الحق الفطري الذي أنعم الله به على عباده.

في هذه اللحظة، في هذه المرحلة المباركة، في هذا الوطن المبهج، تعيش الإمارات تاريخها المبهر، وتنعم بفكر قيادي لا مثيل له، وتهنأ بعلاقات إنسانية مبنية على العيش بسلام واحترام ووئام، حياة تكسوها سحابات البذل والعطاء والذهاب قدماً من أجل بناء وطن الحرية المسؤولة والواجبات المكفولة والحق المصان.

هذه سيرة وطن، وهذه قصة بلد تربى على نهل زايد الخير، طيب الله ثراه، وعلى أثره الطيب تسير القيادة الرشيدة، مستلهمة من هذا الإرث القويم كل ما يمتع الإنسان ويلبي له احتياجاته في الحياة ويحقق آماله وطموحاته وأمنياته في سبيل مشاريع نهضوية يفخر بها كل من يعيش على هذه الأرض؛ لأنه ما من نهضة تعمر وتسفر إلا وسندها قانون يحمي الحقوق ويحفظها ويعتني بها ويرعى شؤونها وشجونها. وهذه هي الإمارات الشمعة التي تضيء طريق الجميع، ليصبح الجميع الأضلاع في الجسد الواحد.

https://hura7.com/?p=15367