الخميس, سبتمبر 19, 2024
22.9 C
Berlin

الأكثر قراءة

Most Popular

علي أبو الريش ـ الوالدية السعيدة

للأسرة في تنمية مشاعر الطفل، دور الشمس في إضاءة الأرض، وعلاقة الماء بالشجرة، وأثر الحلم في بناء المشاعر الإنسانية.

بهذا الوعي، وهذا السعي، تقوم مؤسسة التنمية الأسرية في أبوظبي بعقد الندوات، والورش التي تنمي هذا الإدراك، وهذه الذهنية في عقل المرأة كونها الجدول الأهم الذي يغذي فرع الشجرة الأهم، وينمي فيه روح المشاركة، والإبداع، ومهارة التعاطي مع الحياة بشكل عام، ومع الأسرة بشكل خاص.

عندما ينشأ الطفل في بيت مظلل بدفء المحبة، مشجر بأغصان الدفء، يستطيع أن يقرأ أبجدية علاقته بالآخر بوضوح، وسلاسة من دون تلعثم، ولا تكتم، ولا لجلجة، ولا جلجلة، فالحياة في صورتها الواقعية، هي لوحة تشكيلية، الأم التي تلون ورقتها، والأم التي ترتب ألوانها، والأم هي التي تعلقها على جدران مشاعر الطفولة، لتزرع فيها نعم الحب، والوفاء، والانتماء، والخوض في غمار الحياة من دون تعثر، ولا تبعثر، ومن دون غصون، ولا شجون.

الأم هي المفتاح السحري الذي يشرح الأفق أمام الطفولة، ويدفع بعجلتها كي تستمر، في النمو، والنهوض بغرامها الوجودي، وعشقها للحياة، كون الحياة أغنية، الطفولة قيثارتها، والأم التي تعزف على أوتارها، بأنامل الرقة، ورونق الجمال العاطفي، ومهارة الجلال الإنساني.

مؤسسة التنمية الأسرية تقوم بدور ريادي مدهش، وتعمل على نقش قماشة الطفولة، عن طريق التواصل مع الأمهات، وإقامة الورش، والندوات، وهي الطريق الصريح، والواضح إلى مستقبل أسري، مسبوك بذهب المشاعر الصادقة، محبوك بخيوط حرير الرؤى المخلصة، ولا يمكن لمستقبل أن يضيء مصابيحه في غرف الأطفال، إلا إذا اتسعت حدقة وعي الأم، وتنعمت بثروة فكرية هائلة، تجعلها المنطقة الثرية، فأفكار تدعم الإبداع، وتعزز المهارات الذهنية، وتدفع بعقل الطفل، كي يفتح جداوله باتجاه الحياة، وهو يتأبط حقيبة الصباح، على دفتر الواجبات الأخلاقية، مستعيناً بحوافز الأم، وتشجيعها، ولطفها في تقديم النواهي، ومن دون ذرائع خشنة، ولا حجج عابسة، نابسة باللاءات المجحفة بحق الطفولة، بأن تنمو كما تنمو الأزهار في الحقول، وكما تسير الجداول بين صفوف الأشجار.

نحن بحاجة إلى أطفال مكتملي النمو، ومن دون مركبات نقص، ولا عقد دونية، نحن بحاجة إلى أطفال مثابرين ومن دون خوف أو جزع، من المستقبل، نحن بحاجة إلى أمهات، بحزم الغيمة الممطرة، وجسارة النخلة النبيلة، وصرامة الغافة النجيبة.

هذا يحدث عندما تقدم مؤسساتنا الاجتماعية دور الريادة، وهذا ما تقوم به مؤسسة التنمية الأسرية، هذا ما تؤديه هذه المؤسسة التربوية العتيدة.

الأكثر قراءة