علي أبو الريش ـ صناع الأمل

الاتحاد – صناع الأمل مبدعون يتوجون حياتنا بالفرح، ويملؤون سماءنا بسحابات المطر، ويضعون على أشجارنا ثمرات البهجة، وينسقون مشاعرنا بأنامل من حرير، ويرتبون أحلامنا، ويهذبون وعينا بثقافة التضامن، ويشذبون أغصاننا من أشواك العناء والمشقة، ويكتبون على جباهنا قائلين: هذه الجباه يجب أن تظل سامية كالنجوم، موشومة بكرامة لا يخدش زجاجها ضيم ولا ضنك. صناع الأمل، يقفون أمام فارس القصيدة، ومروض قافية الخيل، ومسدد رمية الطموحات باتجاه العلا، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، على يديه تبدو الآمال نواصع وورداً، وسداً، وسرداً تبديه القريحة وكأنه النهر المؤزر بعذوبة العطاء، وجمال البذل والسخاء.

صناع الأمل يقفون أمام سارد الحلم البشري، مكللين بتيجان الفخر والعز، والانتماء إلى قافلة الناس الأوفياء، الذين قدموا وانعموا وتمموا عطاءهم برقي الابتسامة، كلما امتدت يد انفرجت أساير، وتفتحت وردة المشاعر زاهية، بهية، ندية، ثرية بمعاني الانتماء إلى الحياة، وما الحياة إلا شجرة نحن الذين نضع الثمرات على أغصانها، وما الحياة إلا لوحة، نحن الذين نلون بياضها بالتضامن، وما الحياة إلا نخلة، نحن الذين نملأ عناقيدها بالرطب الجني، وما الحياة إلا وعي لإنسان بأهمية أن يكون جزءاً من كل، وأن تكون الحياة بالنسبة له رحلة إلى زرع حقولها من آمال لا يطفئ وميضها عصف ولا نسف، ولا يكسر شعاعها غيم ولا ضيم، حياة تزهر باتحاد أضلاع المثلث (الأرض، والسماء، والإنسان)، بحيث يصبح الوجود، حفلة فرح في البدء والديمومة.

يغني الطير لها مبتهجاً، وترقص الأشجار ريانة بالسعادة، والأرض أمنا التي تمنحنا الوعي بأهمية أن نكون في الحياة عناقيد تشد بعضها بعضاً، وأن نكون مشاريع نهوض، ورقي، وأن نكون في الصحائف والكتب جملة معرفية، وفي معجم الأخلاق قصائد وزنها من ذهب، يعجز الفراهيدي عن نظمها. صناع الأمل حكاية قلوب تفتحت صفحاتها فأينعت بوحاً تطرب له الأفئدة، ويردد الطير معه شدو الغناء، ويردد نغمة الموجة الغافية على صهوة بحار، ملحها من عرق العشاق، وزرقتها من صفاء مشاعر مدمني حب العطاء،.

صناع الأمل يهبطون على تراب الإمارات، تراب الخير والمحبة والوفاء والانتماء إلى الإنسانية، هؤلاء يأتون وفي عيونهم تلمع شعلة العطاء، وتلمع سجايا، مرت من هنا، من زاوية الصدر باتجاه القلب، هنا فقط لمعت الفكرة، ونمت وتفرعت وكبرت ونضجت حتى صارت لقمة أوخيمة دفء، أو عملاً تطوعياً يخدم الإنسان، في كل مكان، ولمختلف الأطياف والأديان، لأن الإمارات مهد الفرص الطيعة، لخلق وجدان بشري خالٍ من الأشجان المكسورة، الإمارات وطن النوايا السابحات في أنهار الشفافية، وطن تشابكت أغصانه لتحمي الأعشاش من رياح وهطول، وطن المحبة والرخاء العاطفي، وطن العشاق الذين يزرعون ويقطفون من تينة الزمان رونق الحياة الأنيقة، ويجعلون من العلاقات البشرية، كما هي الجداول، تذهب إلى الجذور، لتمنحها النماء والازدهار. فشكراً لعشاق الأمل.. شكراً.

https://hura7.com/?p=16742