الإثنين, سبتمبر 16, 2024
17.1 C
Berlin

الأكثر قراءة

Most Popular

علي أبو الريش ـ في بلادي الرمال تدفئ الأفئدة

الاتحاد ـ بين الرمال، وتحت السماء، تبدو العيون مثل بلورات تشع في الليل، والوجوه أقمار تغتسل بالندى الفضي، وتعبق وجناتها بعطر الغاف المتألق كأنه خيوط خرافية تمتد من الأرض إلى المدى.

الشتاء هنا، في الإمارات مثل حلم الطفولة، مثل ابتسامة ثغر لم تلمسه شفة طائشة، والناس في هزيع الليل، فراشات تصفق بأجنحة الفرح، في بلاد أنعم الله عليها بفيض من مبادرات الإرادة الحية النابضة بروح السلام والوئام، وعزيمة القيادة الرشيدة.

شتاء الإمارات، يعزف سيمفونية الدفء، ويهطل على القلوب بحنين العشاق إلى قصائد من مفردات النخلة وارفة الظل، وبذخ الأخضر اليانع.

في الشتاء تشعر بأنك في سيرة التاريخ المكلل بذكريات أسطورية، تسجل للأيام تفاصيل الأحلام، وابتهال النفوس لما هو قدسي، غارق في عرف الحياة البهية، عفوية التواصل مع الطبيعة، ومع خفقات الطير، الذاهب إلى رفرفات أشبه بحركة الغيمة السخية، وهي ترتب وشاحها الفضي، وتنسج خيوط وعيها على نمط العبقرية الإلهية.
الله كم هي الرمال راسخة في وجدان الكائنات، وكم هي تحمل في طياتها الذهبية، كل ما يبهج، ويثلج الصدر، عندما ترى الناس شيبة وشباباً يعزفون لحن الوجود بأصوات الفرح، ورنات الترانيم متناسقة مع ما تنتجه الأوراق من حفيف ورفيف، يسقط على الأرواح كأنه الماء الزلال، والثلج والبرد.

وللموج جاليات الهموم، وأشياء في التفاصيل الصغيرة تبدو في النهار كأنها البرق يمسح عن كاهل الغيمة دمعة الفرح، لسماء كقبعة عملاقة، تلون الكون بأزرق منقوش بفضيات النجوم.
في ليلة اليوم الأخير من سنة تخلع معطفها، لتلبسه سنة جديدة، محملة بأمنيات وآمال وطموحات وأهداف، يحملها العاشقون في حقائب القلوب، ويتأملون السماء، وكأنها الكتاب المفتوح على التاريخ، فأشياء مضت وتوارت، وأخرى لمعت، وبسطت أجنحتها على الوجود، وهذه بلادنا، في سجلها التاريخي، تمتلئ جرة الأحلام بمنجزات ومشاريع ونجاحات، تذهل العقل، وتملأ الصدر فرحاً، وتجعل الإنسان يشعر بأنه محمول على ظهر مركبة فضائية، تأخذه إلى حيث تكمن النواصي الإعجازية، في مختلف المجالات، وعلى كل الصعد، وعندما تقلب دفاتر التاريخ، وتنظر إلى صفحة الماضي، يتبين لك أنك حقاً في بلد المعجزات، حيث اللا ممكن أصبح اليسير بين الأيدي، والمستحيل، يخفض جناح الذل من الرحمة.

صور ومشاهد، وأحداث تتوالى ملفاتها أمام عينيك، فتشعر كيف كنا وكيف استحال الظلام إلى شمس نهار ترخي أهدابها، مكحلة بإثمد التفوق في كل شيء، وفي كل شيء تبدو الإمارات اليوم، رائدة، سائدة، ماردة، مكللة باستثنائية لا مثيل لها في العالم، والعالم يقف أمام مرآتها بفخر واعتزاز، ودهشة.

الله كم أنت رائعة، أيتها الجميلة، وكم أنت مذهلة أيتها الفاتنة، وشتاؤك هذا يتوج ذروة افتتانك، ويجعلك بين العالمين، الأيقونة في التاريخ، والأسطورة في الذاكرة، والعبقرية التي لا تتكرر إلا هنا، في قلب الصحراء، عند لسان البحر، وتحت شفة الغيمة، وعند كاهلات الجبال السن، أنت الطائر العملاق بأجنحة التحليق السحرية!

الأكثر قراءة