فرنساـ مصرع خمسة مهاجرين في بحر المانش وعشرات المظاهرات ضد قانون الهجرة
mc-doualiyaـ لقي خمسة مهاجرين مصرعهم ليل السبت الأحد 14 يناير/كانون الثاني وأصيب آخرون بجروح خطيرة بالقرب من شاطئ بلدة في ويميرو في منطقة با دو كاليه الفرنسية أثناء محاولتهم الوصول إلى قارب في البحر في مياه شديدة البرودة لعبور القناة نحو بريطانيا، في أول مأساة من نوعها قبالة الساحل الفرنسي سنة 2024.
وقالت إدارة البحرية “حتى الآن نأسف لوفاة أربعة مهاجرين ونُقل مهاجر واحد في حالة طوارئ مطلقة إلى مستشفى بولوني سور مير”، لكن تم في وقت لاحق العثور على جثة مهاجر خامس قرب شاطئ في ويميرو.
كما أوضحت الإدارة أن الحادث وقع حوالى الساعة الثانية صباحا، وقالت “عند مغادرة قارب الشاطئ، واجه أشخاص صعوبات في البحر للوصول إليه” وتابعت أن عناصر إنفاذ القانون على الأرض “رصدوا مغادرة القارب” موضحة أن “الجزء الأكبر من الذين غرقوا انتشلتهم قوات حفظ النظام في الموقع”.
وتابع المصدر ذاته أن قاطرة التدخل “أبيي نورماندي” التي كانت “تقوم بدورية في المنطقة، أطلقت قاربها لإنقاذ الغرقى”، و”في تلك اللحظة عثر الطاقم على أشخاص فاقدي الوعي في المياه”.
البرد الشديد القادم من روسيا يهدد حياة المهاجرين
وترجع أسباب وفاة المهاجرين الخمسة إلى درجات الحرارة المنخفضة في الماء، حيث أوضح رئيس جمعية “سلام” جان كلود لينوار، أن الصعود على متن قوارب موجودة في البحر “هي أصعب لحظة بالنسبة للمهاجرين حاليا، إذ تبلغ حرارة الماء 10 درجات”، مضيفا “سرعان ما يصبحون ضحايا جراء انخفاض حرارة الجسم أو الغرق”.
وفي هذا الصدد، أعلنت محافظات باريس و”با دو كاليه”، ومناطق فرنسية أخرى حالة التأهب من موجة البرد الشديد التي تضرب البلاد، عبر إجراءات أبرزها إتاحة أماكن إضافية في مساكن الطوارئ لإيواء المهاجرين الغير الشرعيين المجبرين على الإقامة في الشارع. خطوة تأتي وسط انتقاد الجمعيات الحقوقية التي ترى بأن الإجراءات الحكومية المتبعة غير كافية، خاصة في خضم الجدل الذي أثاره قانون الهجرة.
ويجدر بالذكر أن موجة البرد القطبي القادمة من سيبيريا والمنطقة الاسكندنافية وصلت إلى فرنسا منذ حوالي أسبوع، منذرة باتخفاض درجات الحرارة إلى ما دون 12 درجة مئوية في بعض المناطق، لاسيما شرق البلاد.
التعبئة والضغط من أجل سحب قانون الهجرة
في نفس السياق، دعا أكثر من 400 تنظيم من بينهم جمعيات حقوقية ونقابات وأحزاب سياسية محسوبة على اليسار، إلى تنظيم مظاهرات اليوم الأحد 14 يناير/كانون الثاني في كبرى المدن الفرنسية، احتجاجا على قانون الهجرة، إذ استنكر المنظمون النص القانوني الذي “يتناول العديد من أفكار اليمين المتطرف، مثل مبدأ التفضيل الوطني” الذي يجب بموجبه أن يتمتع مواطنو بلد ما بالتفضيل أمام المهاجرين، ما يعني إعطاء الأولوية للفرنسيين في كل الخدمات، من سكن وعمل وامتيازات اجتماعية.
