السبت, أكتوبر 12, 2024
5.4 C
Berlin

الأكثر قراءة

Most Popular

قوات اليونيفيل وسط نيران الحرب بين إسرائيل وحزب الله

وكالات ـ بالرغم من أن مهمتها تتمثل في مراقبة وقف القتال وتأمين دخول الإغاثة الإنسانية للمدنيين، فقد أصيب اثنان من حاملي القبعات الزرقاء التابعة لقوات اليونيفيل الأممية بنيران إسرائيلية الخميس في مقرها بمنطقة الناقورة جنوب لبنان. ومنذ 30 أيلول/ سبتمبر وبداية الهجوم الإسرائيلي، اكتفى أفراد القوة الدولية بالبقاء في قواعدهم.

تحول المقر الرئيسي لقوات اليونيفيل الأممية في لبنان الواقع بمنطقة الناقورة والمواقع القريبة منها إلى هدف لنيران الحرب في الأيام الماضية. وهذه المرة الأولى التي يتعرض فيها  حاملو القبعات الزرقاء، التي تتمثل مهمتها في مراقبة الحدود بين إسرائيل ولبنان للاستهداف منذ بدء التصعيد في الشرق الأوسط.

“هذا الصباح (الخميس)، أصيب اثنان من حاملي القبعات الزرقاء بجروح بعد أن ألقت دبابة ميركافا إسرائيلية النار على برج مراقبة في المقر الرئيسي لقوات اليونيفيل في الناقورة، وأصابته إصابة مباشرة تسببت في انهياره” وأصيب جنديان إندونيسيان بجروح طفيفة لحسن الحظ” وفق بيان اليونيفيل الذي أشار أيضا إلى إطلاق نيران إسرائيلية على موقع أممي آخر في اللبونة حيث يتواصل القتال بين القوات الإسرائيلية ومقاتلي حزب الله.

في اليوم السابق، أطلق جنود إسرائيليون “عمدا النار على موقع UNP 1-32A  حيث تعقد باستمرار اجتماعات ثلاثية قبل بداية الحرب، ما أدى إلى تضرر الإنارة ومحطة ربط كهربائي” وفق بيان اليونيفيل. وحذر البيان أطراف النزاع من أن “كل هجوم متعمد على جنود حفظ السلام يمثل انتهاكا خطيرا للقانون الدولي”.

وأعربت فرنسا بدورها التي تملك 700 من جنودها بين حاملي القبعات الزرقاء عن “انشغالها الشديد بعد إطلاق النار الإسرائيلي الذي أصاب قوات اليونيفيل في لبنان ونددت بأي استهداف لأفرادها”.

وتأسست قوات اليونيفيل في مارس/آذار 1978 من قبل مجلس الأمن الدولي لحفظ السلام على طول الحدود بين إسرائيل ولبنان وتضم نحو 10 آلاف جندي.

وتشرف اليونيفيل على تنظيم اجتماعات بين مسؤولين رفيعي المستوى من لبنان وإسرائيل منذ انسحاب الدولة العبرية من الأراضي اللبنانية في أيار/مايو 2000، وذلك بهدف حل الخلافات الحدودية خصوصا بعد حرب تموز 2006.

وبين 2006 و8 أكتوبر 2023، تاريخ فتح حزب الله “جبهة الإسناد” لحماس بعد هجوم 7 أكتوبر، “عاش جنوب لبنان أكثر الفترات هدوءا في التاريخ الحديث” وفق أنرديا تيننتي المتحدث باسم اليونيفيل من الناقورة.

وكانت “قواعد الاشتباك” بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله المدعوم من إيران في مستوى منخفض إلى غاية منتصف أيلول/ سبتمبر مع غارات إسرائيلية من جهة ومقذوفات صاروخية من حزب الله على مناطق حدودية من جهة أخرى. لكن الأمور أخذت منعرجا خطيرا بعد انفجار أجهزة “البيجر” و”التولكي ولكي” التي يستخدمها حزب الله في 17 و18 سبتمبر/أيلول، والغارات الإسرائيلية المكثفة التي تلتها على جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت.

“عمليات برية محدودة”

دخلت الحرب منعرجا آخر في 30 سبتمبر عندما أعلن الجيش الإسرائيلي بدء “عمليات برية محدودة” في جنوب لبنان ضد مواقع حزب الله. وطلبت إسرائيل من قوات اليونيفيل إخلاء بعض قواعدها على غرار ما طلبته من المدنيين في غزة أو في لبنان قبل تنفيذ غارات على مبان سكنية.

“طلب منا الجيش الإسرائيلي إخلاء القواعد القريبة من الخط الأزرق” وفق أندريا تيننتي. وتم رسم هذا الخط المتكون من براميل زرقاء في يونيو/حزيران 2006. تملك اليونيفيل حاليا 29 قاعدة بالقرب من الخط الأزرق تضم 2000 قبعة زرقاء.

في 1 تشرين الأول/ أكتوبر، وضعت طلائع القوات الإسرائيلية أقدامها في جنوب لبنان، واقتربت من مارون الراس في جنوب شرق البلاد حيث يتمركز الفيلق الإيرلندي التابع لليونيفيل. ورفض هذا الفيلق مغادرة مواقعه، فيما اعتبر رئيس إيرلندا مايكل هيغينس أن التهديدات لجنوده تعد “فضيحة”.

فيما يتهم حزب الله الجيش الإسرائيلي باستخدام القوة الدولية كـ”دروع بشرية”. ودعا الحزب “مقاتليه إلى الانتظار وعدم رد الفعل لحماية حياة جنود اليونيفيل”.

القبعات الزرقاء حبيسة ثكناتها

ويقر تيننتي بأن التحركات الإسرائيلية (في جنوب لبنان) “تمثل تهديدا لسلامة قواتنا”. إلا أن الدول التي ينتمي إليها جنود اليونيفيل قررت “البقاء” قبل ساعات من هجوم الخميس.

من المؤكد أن قوات اليونيفيل ستعدل في طريقة عملها مثلما كان عليه الحال دائما لكنها تنوي البقاء في مواقعها، وفق مصدر في القوة الأممية بعد الهجوم الإسرائيلي. وحتى في حرب 2006، لم تغادر هذه القوات مواقعها.

ومن المنتظر أن تعقد الدول الأوروبية المشاركة في قوات اليونيفيل اجتماعا الأسبوع المقبل يشمل فرنسا وإسبانيا وإيطاليا وإيرلندا.

وبالنسبة إلى المتحدث باسم اليونيفيل، فإنه من “المهم أن يراقب المجتمع الدولي الوضع على الأرض وأن يرفرف علم الأمم المتحدة في المنطقة، لا يمكن لنا أن نقبل ما يملى علينا، نحن نتبع الأمم المتحدة، قررنا البقاء بالرغم من أن قدرتنا على المراقبة صعبة جدا اليوم”.

وبالفعل، باتت قوات اليونيفيل “حبيسة” ثكناتها ولم تعد تخرج في دوريات مشتركة مع الجيش اللبناني منذ 30 أيلول/ سبتمبر. وبحكم ضعف تجهيزها، انسحب جزء من عناصرها من مواقعه في جنوب لبنان.

وأعطت اليونيفيل الأولوية لسلامة 10500 من طاقمها بينهم 9500 جندي. “إنهم في أمان نسبي داخل قواعدهم، مازالوا قادرين على المراقبة، نحن مازلنا قادرين –  على إحاطة مجلس الأمن بالوضع وحالات إطلاق النار بما أننا نملك ردارات” يقول تيننتي قبل أن يضيف “مازالت قيادة اليونيفيل في تواصل مع الأطراف (الإسرائيلية واللبنانية) لمحاولة حل النزاع وإعادة شيء من الاستقرار إلى الجنوب (لبنان)”.

انتهاك القرار 1701

قوات اليونيفيل ، التي تمدد مهمتها كل عام، حصلت على تمديد جديد في 28 آب/ أغسطس بإجماع أعضاء مجلس الأمن، إلا أنها قد لا تكون قادرة على أداء مهامها خصوصا تطبيق القرار 1701.

وينص القرار الذي تم اتخاذه بالإجماع بعد حرب تموز 2006 على نزع سلاح المجموعات المسلحة في لبنان خصوصا حزب الله. ومن المفترض أن قوات الحزب قد تراجعت وراء نهر الليطاني الذي يبعد نحو 30 كم عن الخط الأزرق. إلا أن ذلك لم يحصل البتة حيث تذرع الحزب باحتلال إسرائيل لمزارع لبنانية للكروم في جنوب لبنان.

ويخلص تيننتي إلى أن “القرار 1701 يبقى صالحا جدا، لكنه يتطلب التزاما من البلدين ويمكننا أن نساعدهم على ذلك”.

في الانتظار، تبقى قوات اليونيفيل في خط النار بين إسرائيل وحزب الله وأعدت “خطة طوارئ فورية لوقت الحاجة”.

https://hura7.com/?p=34901

الأكثر قراءة