nato – في عام 2024، احتفل الناتو بالذكرى السنوية الخامسة والسبعين لتأسيسه. وفي هذا الحدث المهم، تتطلع كلية الدفاع التابعة لحلف الناتو إلى 75 عاما في المستقبل، وتتخيل كيف سيبدو الناتو – والعالم – في عام 2099.
في أكتوبر 2023، وجهت كلية الدفاع التابعة لحلف شمال الأطلسي نداءً للمؤلفين من جميع الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي لتقديم قصص تتخيل مستقبل حلف شمال الأطلسي في عام 2099 – بعد 75 عاما من الذكرى السنوية الخامسة والسبعين في عام 2024. بحلول أوائل عام 2024، تلقت كلية الدفاع الوطنية قصصا من مؤلفي الخيال العلمي الذين يمثلون جميع حلفاء حلف شمال الأطلسي وبعض الدول الشريكة.
بعد قراءة جميع القصص، كانت أربعة موضوعات مشتركة واضحة: حلف شمال الأطلسي في الفضاء، وتأثيرات تغير المناخ على الأمن والدفاع، واستخدام الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي.
وكان تضمنت التصورات عدة محاور ابرزها، في عام 2099، يظهر تهديد جديد في الفضاء، وتوسيع الناتو ليشمل اليابان وأستراليا ودول أخرى في المحيطين الهندي والهادئ، وجود أمين عام للذكاء الاصطناعي لحلف الناتو، قمة الناتو 2099 تعقد في كييف بأوكرانيا. روسيا ستسعى إلى تحالف مع الناتو بعد أن استهدفت الصين شرق سيبيريا لمواردها، استخدام الخيال العلمي للتخطيط الدفاعي.
تلك التصورات لها مصدران رئيسيان الأول عبارة عن مجموعة من المقالات التي تتطلع إلى المستقبل، كل منها مساهمة من دولة عضو مختلفة في الاتحاد الأوروبي، والتي أنتجتها فرنسا خلال رئاستها لمجلس الاتحاد الأوروبي (من 1 يناير إلى 30 يونيو 2022).
المصدر الآخر هو Red Team Défense، وهو برنامج تديره وكالة الابتكار الدفاعي الفرنسية منذ عام 2019. يتألف الفريق من مؤلفي الخيال العلمي وكتاب السيناريو الذين يعملون عن كثب مع الخبراء العلميين والعسكريين لتخيل التهديدات التي قد تعرض فرنسا ومصالحها للخطر بشكل مباشر في المستقبل – مع التركيز على الاتجاهات التكنولوجية والاقتصادية والمجتمعية والبيئية التي قد تولد صراعات محتملة بحلول عام 2030-2060 – حتى تتمكن القوات المسلحة من الاستعداد لمواجهة هذه التحديات.
كما استخدم حلفاء آخرون في حلف شمال الأطلسي الخيال العلمي لأغراض التخطيط الأمني والدفاعي. وفي عام 2016، أطلقت قيادة التدريب والعقيدة في جيش الولايات المتحدة مبادرة، والتي أنتجت الخيال العلمي، تصور مستقبل الحرب 2030-2050.
وفي ألمانيا، كان مشروع كاساندرا، الذي دعمته وزارة الدفاع الفيدرالية من عام 2017 إلى عام 2019، يهدف إلى استخدام الأدب باعتباره “نظام إنذار مبكر لتجنب المفاجأة” بأحداث “مفاجئة من المفترض”، والتي كانت واضحة بالفعل في الإنتاج الأدبي للمنطقة. وهناك مبادرات مماثلة جارية أيضا في دول الحلفاء الأخرى.
قد يكون التنبؤ بالمستقبل متشائمًا للغاية، خاصة عند النظر في التأثيرات الكارثية لتغير المناخ واستخدام التقنيات الجديدة مثل نشوب حرب في تايوان، أو انسحاب الولايات المتحدة من حلف شمال الأطلسي ثم العودة.
لكن هناك تنبؤ مستقبلي حيث تكون الحلول الدبلوماسية بين الخصوم السابقين ممكنة، بما في ذلك نزع السلاح النووي الكامل. حيث تصبح التنمية المستدامة والاهتمام بالبيئة أولوية للجيوش العالمية وعلى الرغم من التحديات التي تلوح في الأفق، فإن النظرة السائدة لحلف شمال الأطلسي في عام 2099 هي نظرة أمل.
إن مفاتيح نجاح حلف شمال الأطلسي تتمثل في مرونته ووحدته في مواجهة أي أزمة وقدرته على التكيف لمواجهة التحديات العالمية المتطورة باستمرار ــ سواء كانت هذه التحديات المستقبلية متوقعة أو غير متوقعة.
