euronews ـ صوت البرلمان التركي لصالح السماح للسويد بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) يوم الثلاثاء، مما يزيل أحد الحاجزين اللذين ما زالا قائمين بين الدولة الشمالية وانضمامها إلى الحلف العسكري.
والآن فإن المعارضة المجرية وحدها هي التي تمنع حلف شمال الأطلسي من الحصول على الدعم الإجماعي الذي يحتاج إليه لإضافة عضو جديد.
وكتب رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون على موقع X المعروف سابقًا باسم تويتر: “اليوم نحن على بعد خطوة واحدة من أن نصبح عضوًا كاملاً في حلف شمال الأطلسي”. وبعد الإشادة بقرار تركيا، قال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ في بيان إنه يعول أيضًا على المجر “لاستكمال تصديقها الوطني في أقرب وقت ممكن”.
وجاءت موافقة تركيا بعد أكثر من عام من التأخير بسبب شكاوى من أنقرة من أن ستوكهولم كانت متساهلة للغاية مع الجماعات التي تعتبرها البلاد تهديدات إرهابية، بما في ذلك المسلحين الأكراد. كما ربط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تصديق البلاد على عرض السويد بشراء 40 طائرة مقاتلة جديدة من طراز F-16 من الولايات المتحدة لأسطولها الخاص.
ومنذ ذلك الحين، غيرت السويد تشريعاتها المتعلقة بمكافحة الإرهاب وقيدت الأنشطة المالية لحزب العمال الكردستاني، المحظور في تركيا.
ولكن حتى بعد إزالة هذه العقبة الرئيسية، فإن الخطوة الأخيرة أمام السويد للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي تظل خطوة صعبة.
ما الذي يتطلبه انضمام السويد؟
ليس من الواضح تمامًا سبب رفض المجر حتى الآن دعم محاولة السويد للانضمام إلى التحالف العسكري. أصر رئيس الوزراء فيكتور أوربان منذ فترة طويلة على أن بلاده لن تكون آخر من يمنح السويد موافقتها – ولكن ها نحن الآن بعد مرور عامين تقريبًا على إعراب السويد لأول مرة عن رغبتها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، والمجر، في الواقع، آخر دولة تحتفظ بموافقتها. عودة الانضمام.
ويبدو أن السبب الذي ساقه أوربان ضد محاولة السويد مرتبط بحالة الديمقراطية في المجر، والتي تضررت بشدة بسبب استبداد رئيس الوزراء. واتهم أوربان، الذي يقضي الآن فترة ولايته الرابعة على التوالي، الساسة السويديين بإلقاء “أكاذيب صارخة” حول تراجع بلاده عن الديمقراطية.
منحت منظمة فريدوم هاوس غير الحكومية ومقرها واشنطن المجر درجة 3.96 من أصل 7 نقاط ديمقراطية، مما يعني أنها لم تعد تعتبر البلاد ديمقراطية. ووفقا للمنظمة غير الحكومية، فقد عزز حزب أوربان سيطرته على المؤسسات المستقلة في المجر خلال العقود التي قضاها في السلطة بفضل التغييرات القانونية والدستورية المثيرة للجدل.
كما انشق رئيس الوزراء المجري عن حلفائه في حلف شمال الأطلسي (الناتو) من خلال تبني موقف صديق للكرملين تجاه الغزو الروسي لأوكرانيا. وقال يوم الثلاثاء إنه دعا رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون لزيارة بودابست لمناقشة “التعاون المستقبلي في مجال الأمن والدفاع كحلفاء وشركاء”.
وكان رد فعل روسيا سلبياً على رغبة السويد في التخلي عن سياسة عدم الانحياز التي استمرت لعقود من الزمن، لأن انضمام البلاد إلى الحلف من شأنه أن يجعل بحر البلطيق محاطاً بدول حلف شمال الأطلسي.
وما لم تتم الدعوة لجلسة طارئة للبرلمان المجري لمناقشة طلب السويد للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، فمن المتوقع أن ينعقد اجتماعه المقبل المقرر في 26 فبراير/شباط.
