الأحد, سبتمبر 29, 2024
6.1 C
Berlin

الأكثر قراءة

Most Popular

ما هي مصلحة نتنياهو من التصعيد مع قطر ونسف المفاوضات ولماذا يصر على إطالة أمد الحرب؟

ما هي مصلحة نتنياهو من التصعيد مع قطر ونسف المفاوضات ولماذا يصر على إطالة أمد الحرب؟

mc-doualiya ـ بعد ليلة من الأخذ والرد والجدل الذي صاحب التسريبات عن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو حول قطر، أصدرت هيئة عائلات الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة بيانا قالت فيه إن تسريب ما حدث أثناء لقاء العائلات بنتنياهو “يعد جريمة ويعرّض الأسرى للخطر”.

في بيان أصدرته يوم الخميس في 25 كانون الثاني/يناير، اعتبرت الهيئة أن المصدر الوحيد للتسجيل والتسريب هو مكتب نتنياهو والمقربون منه، وأن سماح الرقابة العسكرية بنشره “خطير جدا”، داعية وزراء المجلس الوزاري المصغر “الكابينت” إلى “وقف الجنون” والتصرف بمسؤولية لإنقاذ أرواح المحتجزين.

وكانت القناة 12 الإسرائيلية قد نشرت مساء الأربعاء في 24 كانون الثاني/ يناير تسريبا من اجتماع نتنياهو بوفد من عائلات المحتجزين، قال فيه إن قطر أكثر إشكالية من الأمم المتحدة والصليب الأحمر، وإنه لم يشكر الدوحة علنا لأنها لم تمارس ضغوطاً كافية على حركة حماس.

كما جاء في التسريبات إعراب نتنياهو عن خيبة أمله من أن واشنطن لا تمارس المزيد من الضغوط على الدوحة، منتقدا العلاقة بين قطر والولايات المتحدة، قائلا ” لا توجد عندي أوهام بالنسبة لقطر ودعمها لحماس، فهي تقوم بتمويلها. وقد غضبتُ في الآونة الأخيرة، ولم أخفِ ذلك عن الولايات المتحدة التي جدّدت اتفاقها حول القاعدة العسكرية الأمريكية مع قطر”.

“تصريحات غير مسؤولة وغير مفاجئة”

تصريحات نتنياهو استجلبت ردا حادا من الجانب القطري، حيث استنكر المتحدث باسم الخارجية ماجد الأنصاري التصريحات، ووصفها بأنها “غير مسؤولة ومعرقلة لجهود إنقاذ الأرواح، لكنها غير مفاجئة”.

أضاف الأنصاري “إذا تبين أن التصريحات المتداولة صحيحة، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي يعرقل ويقوّض جهود الوساطة لأسباب سياسية ضيقة بدلا من إعطاء الأولوية لإنقاذ الأرواح، بما في ذلك الرهائن الإسرائيليون”.

واستكمل المتحدث باسم الخارجية القطرية تصريحه مهاجما نتنياهو شخصيا “بدلا من الانشغال بعلاقة قطر الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، نأمل أن ينشغل نتنياهو بالعمل على تذليل العقبات أمام التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن”.

تصعيد نتنياهو هدفه الهرب من الضغوط الداخلية المتراكمة عليه

ويبدو أن نتنياهو من خلال هذا التصريح – التسريب، يسعى لخلق حيز مناورة إضافي لسياساته الداخلية، خاصة وأن مراقبين اعتبروا أنه من خلال التصعيد مع قطر، فهو يصعد مع باقي الأطراف المعنية بالمفاوضات وعلى رأسها مصر والولايات المتحدة، وسيمنحه أداة لكسب المزيد من التأييد الشعبي الداخلي.

هذا ما أكد عليه رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الخليل بلال الشوبكي، الذي اعتبر في حديثه لمونت كارلو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي “بدأ يستشعر تنامي الضغط الداخلي الموجه ضده شخصيا، وهذا يتمثل بالحراكات المختلفة المعارضة لسياساته حيث باتت الاعتصامات الآن تقام أمام مقر إقامته وليس أمام مقر رئاسة الحكومة”.

الشوبكي رأى أن نتنياهو خلال الأيام الماضية “اضطر للحديث عن صفقة وجهود جارية لإحراز تقدم في ما يتعلق بإطلاق سراح المحتجزين، في محاولة منه لاحتواء الرأي العام الإسرائيلي وحشد التأييد. لكنه في الوقت نفسه يحتاج لإطالة أمد الحرب لأسبابه الشخصية، كالتهرب من الخضوع للمحاكمة مثلا”.

إطالة أمد الحرب إطالة في عمر الحكومة

كما رأى الأستاذ الجامعي أن نتنياهو “يعلم أن بدء المفاوضات بشكل جدي والتوصل لاتفاق يفضي إلى إطلاق سراح المحتجزين سيؤدي إلى انتهاء الحرب، لذا هو يسعى لخلق أزمات مع الأطراف الدولية الفاعلة في هذا الملف، وعلى رأسها قطر، الطرف الأكثر انغماسا بالعمليات التفاوضية. وبالتالي فإن الإخلال بالعلاقة مع الدوحة يعني الإخلال بالعلاقة مع باقي الأطراف المعنية، مصر والولايات المتحدة”.

وينظر إلى قطر على أنها اللاعب الأبرز حاليا على المستوى الإقليمي في ما يخص الحرب في غزة، فلديها علاقات جيدة مع حماس وتستقبل جزءا من قيادتها لديها، كما لدى قطر علاقات مميزة مع الولايات المتحدة التي تدير من قطر أكبر قاعدة لها في الشرق الأوسط.

ولم يستبعد الشوبكي أن يلجأ نتنياهو إلى المزيد من التصعيد “إذا ما بقيت الضغوط الداخلية عليه. وهو يعلم أن تصعيده سيصطدم بالضرورة مع أطراف أخرى بالإقليم، خاصة مصر والأردن. لكنه مطمئن من هذه الناحية، فمهما تدهورت العلاقة بين تل أبيب من جهة والقاهرة وعمان من جهة أخرى، ستتدخل الولايات المتحدة في الوقت المناسب لمنع انهيار العلاقات مع إسرائيل”.

في هذا الإطار، اعتبر الشوبكي أن “المعسكر اليميني الملتئم حول نتنياهو، الائتلاف الحكومي، هو المستفيد والمنتفع من نتنياهو وليس العكس. ولا يبدو أن هذا المعسكر متماسك بالقدر الذي يحاول بعض أعضائه نقله للعموم”.

“قطر مسؤولة عما جرى في 7 أكتوبر”

ويبدو أن سطوة وزراء اليمين المتطرف في الائتلاف الحكومي الحالي باتت أكبر مما كانت عليه سابقاً، حيث يعتبر مراقبون أن السياسة المطبقة في إسرائيل حاليا هي سياسة بن غفير وسموتريتش. من هذا المنطلق قد يبدو التصعيد، سواء في غزة أو في الإقليم (لبنان) مخرجا مزدوجا لنتنياهو، من الضغوط الداخلية المتراكمة عليه ومن حضور يميني متطرف في حكومته بات عبئا ثقيلا على كاهله.

في هذا الإطار، جاء الرد على التصريحات القطرية من وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، الذي قال إن “قطر هي الراعية الرئيسية لحركة حماس”، وإنها “مسؤولة إلى حد كبير عما جرى بحق الإسرائيليين في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي”.

وقال الوزير صاحب التصريحات المتطرفة الداعية لحرق الفلسطينيين، إن موقف الغرب تجاه قطر “منافق ومبني على المصالح”، وإن هناك “شيئا واحدا واضحا وهو أن قطر لن يكون لها دور في اليوم التالي بعد الحرب في غزة”.

أما وزير الزراعة وعضو الكابنيت آفي ديختر، فحمل على قطر بشكل حاد خلال تصريح لإذاعة الجيش الإسرائيلي، بقوله إن “قطر لعبت دورا في الماضي، وللأسف باتت الدوحة مقر قيادات حماس في الخارج”، زاعما أن “قطر متورطة بدعم حماس في ما بنته في غزة، وهذا يفسّر لماذا تلعب الدوحة دورا في الوساطة اليوم”.

https://hura7.com/?p=12829

الأكثر قراءة