الجمعة, سبتمبر 20, 2024
16.3 C
Berlin

الأكثر قراءة

Most Popular

مستشفيات غزة في قلب القتال فيما تتزايد الدعوات إلى حماية المدنيين

AFP – تتزايد الدعوات إلى ضبط النفس في مواجهة تصاعد حدة القتال حول المستشفيات في غزة، مع دخول الحرب التي شنّتها إسرائيل ردا على هجوم حماس على أراضيها في 7 تشرين الأول/أكتوبر أسبوعها السادس السبت.

وتواصل قتال عنيف بين القوات الإسرائيلية ومقاتلين من حركة حماس في محيط مستشفى الشفاء في مدينة غزة، وهو الأكبر في القطاع، وفق ما أفاد مراسل وكالة فرانس برس.

وذكرت منظمة “أطباء بلا حدود” غير الحكومية صباح السبت على منصة إكس أنه “خلال الساعات الماضية، اشتدت الهجمات على مستشفى الشفاء”، مشيرة إلى وضع “كارثي” داخل المؤسسة.

والجمعة، أعلنت حكومة حماس مقتل 13 شخصا على الأقل وإصابة عشرات في قصف على مجمع الشفاء حيث لجأ مدنيون، كما هي الحال في مستشفيات أخرى في المنطقة.

وقال الممرض في المستشفى ماهر شريف المتعاون مع منظمة “أطباء بلا حدود” إن “المشهد مرعب” مضيفا “رأيت جثثا، بينها نساء وأطفال”.

وحذّر المدير العام لمنظّمة الصحّة العالميّة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس الجمعة من أنّ النظام الصحّي في غزّة “منهك تماما” مجددا دعواته إلى وقف إطلاق النار.

وقال تيدروس أدهانوم غيبرييسوس “يستحيل وصف الوضع على أرض الواقع: أروقة مستشفيات مكتظة بجرحى ومرضى وأشخاص يحتضرون، مشارح مكتظة، عمليات جراحية دون تخدير، عشرات الآلاف من اللاجئين”.

في الجانب الفلسطيني، قُتل أكثر من 11078 شخصًا بينهم أكثر من 4506 أطفال في القصف الإسرائيلي على غزّة، حسب وزارة الصحّة التابعة لحماس.

واعتبرت وزارة الصحة الفلسطينية أن “ما يجري الآن بحق المستشفيات هو قرار بقتل من فيها، حيث بات الجرحى يرتقون بسبب نفاد الوقود والمستهلكات الطبية” مناشدة العالم “بوقف المجازر بحق المستشفيات”.

واعتبر مدير مجمع مستشفى الشفاء محمد أبو سلمية أنّ الجمعة كان “يوم استهداف المستشفيات”.

وقال لوكالة فرانس برس وأصوات الرصاص تُسمع قربه “الاحتلال استهدف جميع المستشفيات”.

قمة في الرياض

ولم يعلّق الجيش الإسرائيلي بعد على تلك الاتهامات لكّنه أكّد الجمعة “إذا رأينا مقاتلي حماس يطلقون النار من المستشفيات فسنفعل ما يتعيّن علينا فعله. إذا رأينا إرهابيي حماس سنقتلهم”. وأعلن مساء الجمعة القضاء على “حوالى 150 مقاتل”.

وفي المجموع، أصبح 20 مستشفى من أصل 36 في القطاع خارج الخدمة وفق ما أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).

والجمعة، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن “الحاجة إلى بذل المزيد” لحماية المدنيين الفلسطينيين في غزة.

وتنظم السعودية قمة طارئة لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في الرياض السبت، من المتوقع أن يدعو خلالها الزعماء العرب والرئيس الإيراني إسرائيل إلى إنهاء هجومها على غزة.

وبعد تعرضه لقصف متواصل منذ أكثر من شهر وخضوعه لحصار كامل، أصبح الوضع الإنساني كارثيا في القطاع الذي نزح 1,6 من سكانه البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة وفق الأمم المتحدة.

ويتزايد عدد السكان الذين قرروا مغادرة مدينة غزة التي باتت مدمّرة وتعاني من نقص كبير في المواد الغذائية الأساسية.

ووافقت إسرائيل على “هدن” إنسانية يومية للسماح للمدنيين بالفرار إلى جنوب القطاع هربا من المعارك، عبر “ممر إجلاء”.

واستخدم 30 ألف شخص هذا الممر الجمعة رغم وقوع “انفجارات” أسفرت عن مسقوط قتلى بحسب “أوتشا”.

ومن بين هؤلاء اللاجئين الذين استخدموا الممر منير الراعي الذي جاء من مخيم الشاطئ للاجئين حيث “انهارت المنازل على ساكنيها”، وفق قوله، بسبب النيران الإسرائيلية.

أوقفوا “المذبحة”

ودعا المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني الجمعة إلى وقف “المذبحة” في قطاع غزة، قائلا “إنها فرصتنا الأخيرة لإنقاذ ما تبقى من إنسانيتنا”.

وأكد لازاريني أن “تسوية أحياء بأكملها بالأرض فوق رؤوس سكانها، ليس هو الحل للجرائم الفظيعة التي ترتكبها حماس. بل على العكس من ذلك، إنها ستفتح فصلا مظلما جدا في تاريخ المنطقة”.

في 7 تشرين الأول/أكتوبر، نفذ مسلّحون من حركة حماس هجوما على مدنيين داخل الأراضي الإسرائيلية غير مسبوق منذ قيام دولة إسرائيل في العام 1948.

ويخوض الجيش الإسرائيلي معارك شرسة مع مقاتلي حماس في قلب مدينة غزة حيث تقع على حد قوله “القيادة العسكرية” للحركة المتحصنة في شبكة أنفاق.

ومنذ سنوات، تتّهم إسرائيل حماس باستخدام المستشفيات لتنفيذ هجمات أو إخفاء أنفاق وباستخدام المدنيين دروعا بشرية، وهو ما تنفيه الحركة.

وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن قناصة إسرائيليين أطلقوا النار على مستشفى القدس الجمعة، ما أدى إلى مقتل شخص واحد على الأقل وفقا له.

“لا ماء”

يتكدس مئات آلاف النازحين في جنوب القطاع المحاصر في ظروف كارثية، وتنضم إليهم يوميا حشود من الذين يفرون مشيا.

وقالت أم علاء الهجين التي لجأت إلى مستشفى النصر في خان يونس بعدما مشت أياما “ليس لدينا ماء ولا حمامات ولا مخابز، نحصل على كسرة خبز كل ثلاثة أو أربعة أيام وعلينا الوقوف ساعات في الطابور”.

وحُرمت المنطقة من الماء والكهرباء والمواد الغذائية والدواء بسبب الحصار المطبق الذي تفرضه إسرائيل على القطاع منذ 9 تشرين الأول/أكتوبر.

في غضون ذلك، يتواصل إطلاق الصواريخ يوميا من قطاع غزة باتجاه إسرائيل حيث دوت صفارات الإنذار في تل أبيب الجمعة. وأصيبت امرأتان بشظايا، وفق جهاز الطوارئ.

وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي ريتشارد هيخت الجمعة إن إسرائيل تواجه “جبهات متعددة”.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنّه قصف فجر الجمعة “منظّمة” في سوريا ردًّا على تحطّم مُسيّرة الخميس على مدرسة في إيلات (جنوب).

كما أشار إلى “مواصلة عملياته لتدمير البنى التحتية” لحزب الله في لبنان والذي نعى الجمعة سبعة من عناصره قُتلوا بنيران إسرائيلية.

ويلقي الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله كلمة بعد ظهر السبت بمناسبة “يوم الشهيد”.

الأكثر قراءة