الجمعة, سبتمبر 20, 2024
23.7 C
Berlin

الأكثر قراءة

Most Popular

مظاهرة ضد اليمين المتطرف بباريس

france24ـ “لا لا لليمين المتطرف”، “لا لجوردان بارديلا”، في “فرنسا، أفضل أن نشيخ بمرض الإيدز وليس مع اليمين المتطرف”… هذه بعض من الشعارات التي رفعت السبت خلال المظاهرة التي جابت شوارع باريس من أجل تحسيس الفرنسيين بخطورة وصول حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف إلى الحكم. ودعا المتظاهرون إلى التصويت بكثافة لصالح الجبهة الشعبية الجديدة رغم الاختلافات المتواجدة بين الأحزاب المنطوية تحت هذا التكتل.

توافد عشرات الآلاف من الفرنسيين إلى ساحة “الجمهورية” بباريس السبت بدعوة من “الجبهة الشعبية الجديدة” التي تضم أحزابا من اليسار، على غرار الحزب الاشتراكي والخضر وفرنسا الأبية والحزب الشيوعي، رافعين شعارا واحدا: لا لوصول حزب التجمع الوطني (اليمين المتطرف) بزعامة جوردان بارديلا إلى السلطة عشية 7 يوليو/ تموز المقبل. وهو تاريخ الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية التي دعا إلى تنظيمها بشكل مبكر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد خروج اليمين المتطرف منتصرا في الانتخابات الأوروبية التي جرت في التاسع من يونيو/ حزيران.

وشاركت في هذه “المسيرة الشعبية” التي انطلقت من ساحة “الجمهورية” إلى ساحة “الأمة” مرورا بساحة “باستيل” معظم النقابات العمالية الفرنسية والعديد من الجمعيات المدافعة عن حقوق الإنسان مثل الجمعية المناهضة للعنصرية ومنظمات غير حكومية أخرى مثل “أطباء العالم”، إضافة إلى عدد كبير من الطلبة والشباب والعائلات… مرددين بصوت عال في سماء باريس الملبدة بالغيوم “لا لن يمر اليمين المتطرف الفاشي”.

“بارديلا يقوم فقط بنشر فيديوهات على موقع تيك توك لاجتذاب الشباب”

ورفع المتظاهرون شعارات ولافتات مناهضة لليمين المتطرف، مثل “ارحل يا بارديلا، أوروبا ليست ملكك” و”ضد اليمين المتطرف في الشارع وفي صناديق الاقتراع” و”الوعود الانتخابية لا توفر القوت والطعام للعمال” و”وصول التجمع الوطني إلى السلطة يعني نهاية الحريات”.

فيما شارك العديد من الفرنسيين من أصول أجنبية في المظاهرة. على غرار عزيز (58 عاما)، فرنسي من أصل مغربي جاء رفقة ابنته التي رفعت علما فلسطينيا صغيرا.

وقال عزيز لفرانس24: “جئت إلى هنا لدعم الجبهة الشعبية الجديدة والقضية الفلسطينية”. وأضاف بأنه “لا يخشى من وصول التجمع الوطني اليميني المتطرف إلى السلطة لأنه لن يغير شيء. ربما قد يدفعون البلاد إلى وضع أسوأ مما هي عليه حاليا في ظل ماكرون بسبب جهلهم وشخصية بارديلا الذي لا يملك القدرات والشهادات العلمية اللازمة لإدارة البلاد. ما يقوم به هو فقط نشر فيديوهات على موقع تيك توك لاجتذاب الشباب”.

وفيما يتعلق بملف الهجرة، يعتقد محمد أن “التجمع الوطني يتكلم كثيرا عن هذا الملف لكنه لن يغير شيئا لأن إبعاد المهاجرين غير الشرعيين يتطلب قبول الدول التي ينحدرون منها”.

“التجمع الوطني الذي لا يملك برنامجا واضحا. يتحدث فقط ودائما عن الهجرة”

بالمقابل، يُخشى -في حال وصل اليمين المتطرف إلى سدة الحكم- أن يغادر الفرنسيون من أصول أجنبية الذين يحملون شهادات دراسية عليا البلاد بحثا عن بيئة آمنة ووظائف أحسن.

وفي سؤال هل ستغادر أنت فرنسا في حال فاز بارديلا، أجاب عزيز: “لا. أنا شخص مسن الآن. لدي أولاد هنا في فرنسا. علي فقط أن أساندهم ماليا ومعنويا لكي يستمروا في الدراسة ويتحصلوا على شهادات عليا لكي يجدوا وظائف في دول أخرى مثل كندا والولايات المتحدة الأمريكية أو الشرق الأوسط لأن المناخ العام في فرنسا أصبح صعبا ولا يطاق”.

أما سابورا (38 عاما) وهو فرنسي من أصل غابوني، “هناك ضرورة ملحة للتصويت في 30 يونيو/حزيران و7 يوليو/تموز المقبلين لكبح جماح حزب التجمع الوطني الذي لا يملك برنامجا سياسيا واقتصاديا واضحا، بل يتحدث فقط ودائما عن الهجرة”.

وشرح أنه حتى في الغابون “يوجد عدد كبير من المهاجرين الفرنسيين الذين يعيشون هناك. نفس الشيء أيضا في الولايات المتحدة. فملف الهجرة مطروح في كثير من الدول وليس فقط هنا في فرنسا” حسب رأيه.

” أخاف على أولادي في حال وصل اليمين المتطرف إلى الحكم”

وتابع: “أنا لا أخاف من اليمين المتطرف. أخاف فقط من الله. كما لدي قناعة بأن التجمع الوطني لن يصل إلى الحكم. لكن على الرغم من ذلك، يجب الذهاب إلى صناديق التصويت والتظاهر حتى لا يستغل (يقصد التجمع الوطني) أدنى إهمال أو تقصير من طرفنا”.

وأنهى:” أخاف أكثر على أولادي في حال وصل اليمين المتطرف إلى الحكم. فبالرغم من أنهم ولدوا على التراب الفرنسي، إلا أنني أخشى ألا يتم التعامل معهم كفرنسيين حقيقيين بكامل حقوقهم”.

هذا، وفرضت قوات الشرطة طوقا أمنيا كبيرا حيث قامت بغلق جميع الطرق المؤدية إلى ساحة “الجمهورية” أمام السيارات. فيما تمت تغطية الواجهات الأمامية لمقرات البنوك والمطاعم الخاصة والمحلات بلوحات خشبية خشية تخريبها من قبل متظاهرين متطرفين ينتمون إلى أقصى اليمين أو أقصى اليسار.

فيما انتشرت قوات الأمن على طول الطريق المؤدي من ساحة “الجمهورية” إلى ساحة “الأمة بالدائرة العشرين مرورا بساحة “باستيل” لمنع وقوع أعمال عنف وشجار بين عناصر متطرفة من اليسار وأخرى من اليمين المتطرف.

“شعرت بصدمة كبيرة بعد فوز التجمع الوطني بالانتخابات الأوروبية”

لكن هذه المخاوف الأمنية لم تنل من عزيمة الطالبة ليز وصديقتها لورايان من المشاركة في المظاهرة لقطع الطريق أمام بارديلا وعائلة لوبان وفق تعبيرهما.

وقالت ليز وهي طالبة في الحقوق: “شعرت بصدمة كبيرة بعد فوز التجمع الوطني بالانتخابات الأوروبية وبعد أن حل ماكرون البرلمان”، مضيفة:” أنا هنا للقول إنه ليس من الأمر العادي ترك اليمين المتطرف وأفكاره تتغلغل في المجتمع الفرنسي. نحن هنا لنقول لا للكراهية والعنف ونعم للعيش المشترك”.

وفي سؤال كيف تنظرين إلى المستقبل في حال فاز التجمع الوطني بالانتخابات التشريعية، ردت: “بكل صراحة، لا أعتقد أن الأمور ستسير بشكل سلس. والدليل على ذلك عندما نتابع الوضع في البلدان الأخرى التي وصل فيها اليمين المتطرف إلى الحكم، نستخلص بأن كل ما وعد به لم يتحقق. أكثر من ذلك حقوق النساء ومثليي الجنس تراجعت أكثر. أنا لا أريد نفس السيناريو لبلدي لأنني أولا امرأة وثانيا مثلية ولا أريد أن أعود إلى الوراء مع حزب من اليمين المتطرف”، داعية الفرنسيين إلى التصويت بكثافة نهاية الشهر الحالي.

” فرنسا التي يقترحها لنا السيد بارديلا ليست فرنسا التي نعرفها”

وأضافت صديقتها لوريان، طالبة في علم النفس بجامعة السوربون:” أقول للفرنسيين يجب تجنب المعارك والصراعات العقيمة فيما بيننا والإتحاد من أجل هدف واحد وهو منع اليمين المتطرف من الوصول إلى الحكم”.

وأثناء الحديث مع هاتان الشابتان، تدخلت سيدة كانت تدرسهما في الطور الثانوي معبرة عن فخرها بما تقوله ليزا ولوريان.

وقالت:” أنا حفيدة مهاجر إسباني فر من إسبانيا إلى فرنسا هربا من قمع الملك فرانكو. لوكان بارديلا رئيس فرنسا في ذلك الوقت، فلن يكن باستطاعة عائلتي المجيء إلى فرنسا”.

وواصلت:” فرنسا التي يقترحها لنا السيد بارديلا ليست فرنسا التي نعرفها”. لتضيف “أنا قلقة لكن أشعر في نفس الوقت بالأمل لأن قوى اليسار ستتحد”. وأنهت: “نعم أنا هنا لأنني أشعر بالخوف. بارديلا وأتباعه ليسوا الخيار الأمثل للمجتمع ولفرنسا. لكن في حال فاز بالانتخابات، فأواصل المعركة بكل جهدي مثلما ناضل وكافح أجدادي. جدي قتل من قبل فرانكو. أريد أن أناضل من أجله وتكريما لذاكرته ولروحه الطاهرة”.

https://hura7.com/?p=28188

الأكثر قراءة