وكالات ـ شدد المستشار الألماني أولاف شولتس يوم الجمعة على أهمية الدعوة إلى مسار سياسي يفضي إلى حل الدولتين، مشيرًا إلى حق المدنيين في شمال إسرائيل والشعب اللبناني في العيش بسلام.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الأمريكي جو بايدن في برلين، حيث أعرب شولتس عن أمله في أن يفتح مقتل يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الباب نحو وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.
ووصف شولتس زيارة بايدن إلى ألمانيا بأنها “علامة قوية على الوحدة عبر الأطلسي”، وأكد دعمه المستمر لأوكرانيا، مشددًا على أن حلف شمال الاأطلسي يجب أن يبقى غير متورط في الحرب ضد روسيا.
من جانبه، صرح بايدن بأن مقتل السنوار “لحظة تاريخية” تحقق فيها العدالة، معبرًا عن رغبة الولايات المتحدة في تحقيق مستقبل أفضل لقطاع غزة، خالٍ من وجود حركة حماس وتدخل إيران.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن يوم الخميس عن العثور على جثة السنوار بعد مقتله يوم الأربعاء خلال اشتباكات مسلحة في حي تل السلطان بمدينة رفح في أقصى جنوب قطاع غزة.
ووفقًا للرواية الإسرائيلية، تم رصد ثلاثة أشخاص في المنطقة، واشتبكت القوات معهم دون معرفة هوياتهم. لجأ أحدهم، الذي تبين لاحقًا أنه السنوار، إلى مبنى قبل أن تُرسل طائرة مسيّرة لمسح المنطقة.
ونشر الجيش الإسرائيلي مقطعًا مصورًا يظهر السنوار ملثماً وهو يجلس على مقعد ويلقي لوحًا خشبيًا باتجاه الطائرة المسيّرة. بعد ذلك، استهدف المبنى بقذيفة دبابة.
وقال المتحدث باسم الجيش، دانيال هاغاري، بأن السنوار كان يرتدي سترة واقية تحتوي على مخازن رصاص، ويحمل مسدسًا وقنابل يدوية، بالإضافة إلى 40 ألف شيكل (ما يعادل 10.7 آلاف دولار أمريكي).
“منارة للديمقراطية”
وعقب وصوله إلى برلين، استقبل الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير بايدن في قصر “بليفو” الرئاسي.
ومنح شتاينماير بايدن أعلى وسام استحقاق ألماني، وهو “الصليب الأكبر”، تقديرًا لتفانيه على مدار عقود في تعزيز التحالف عبر الأطلسي، ولقيادته السياسية المتميزة في أحلك الأوقات التي تمر بها أوروبا.
واعتبر شتاينماير بايدن “منارة للديمقراطية” في زمن يواجه فيه العالم تهديدات من التطرف السياسي.
وكان من المقرر أن يزور بايدن ألمانيا بين 10 و12 تشرين الأول/أكتوبر، وأن تتخلّل قمة رباعية مع شولتس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، زيارته.
وكان أيضًا من المقرر أن يتوجّه بايدن إلى أنغولا مباشرة بعد زيارته لألمانيا، في إطار رحلاته الدولية الوداعية قبل انتهاء ولايته، وذلك بعد انسحابه من السباق الرئاسي في تموز/يوليو.
إضافةً إلى ذلك، كان مُفترضًا أن يعقد بايدن اجتماعًا مع أكثر من 50 من حلفاء أوكرانيا لمناقشة المزيد من الدعم لكييف في تصديها للغزو الروسي.
وكان من المتوقع أن يحضر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هذا الاجتماع، لكنه أجرى جولة خاطفة ليومين في العواصم الأوروبية، بما فيها برلين، لطلب مساعدة عسكرية مستدامة في ظل استمرار الغزو الروسي لأوكرانيا الذي دخل عامه الثالث.
إلا أن بايدن ألغى قبل أيام الزيارة وقرّر البقاء في الولايات المتحدة للإشراف على الاستجابة للإعصار ميلتون الذي ضرب فلوريدا، مما أسفر عن أضرار تقدر بحوالي 50 مليار دولار وسقوط 16 قتيلاً على الأقل، فضلاً عن حرمان ملايين الأشخاص من التيار الكهربائي.
إذ كان السفر إلى الخارج قبيل الإعصار من شأنه أن يلحق ضررا كبيرا بحملة الديمقراطيين قبل 28 يومًا فقط من الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي تشهد تنافسا محتدما.