نشر أحادي لقوات في أوكرانيا لن يجعل الناتو طرفا في الحرب“
DW ترى هيئة البحوث بالبرلمان الألماني أن نشر قوات برية من قبل إحدى دول حلف الناتو في أوكرانيا لن يجعل جميع دول الناتو الأخرى أطرافا في الصراع تلقائيا. ويتزامن ذلك مع تكثيف القوات الروسية لضغطها العسكري على أوكرانيا.
جاء في تقرير غير منشور بعد للجنة الخبراء بالبرلمان الألماني (بوندستاغ)، أنه في حالة ما إذا نشرت دولة من حلف الناتو لقواتها في أوكرانيا، فإن الدولة المعنية فقط هي التي ستصبح نفسها طرفا في النزاع. وجاء في التقرير “إذا تصرفت دولة عضو في الناتو بصورة أحادية الجانب – أي ليس في إطار عملية مقررة مسبقا من الناتو وخارج هياكل القيادة العسكرية للناتو – فلن يصبح الناتو ككل ولا الدول الشريكة الأخرى في الناتو أطرافا في النزاع”.
وفي نهاية شباط / فبراير الماضي لم يستبعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نشر قوات برية في أوكرانيا في المستقبل. وفي المقابل رفض المستشار الألماني أولاف شولتس بوضوح نشر جنود غربيين في أوكرانيا. ووفقا لمكتبها، وجهت بياتريكس فون شتورش، النائبة البرلمانية عن حزب “البديل من أجل ألمانيا”، استفسارا لهيئة البحوث عن تأثيرات نشر قوات برية من قبل إحدى دول الناتو فيما يتعلق بما يسمى بـ”حالة التحالف”، والتي يلتزم فيها أعضاء الناتو بالدفاع عن بعضهم البعض.
حالات تفعيل المادة الخامسة
وكتب خبراء الهيئة في التقرير “إذا انخرطت قوات دولة عضو في الناتو في دفاع جماعي عن النفس (المادة 51، ميثاق الأمم المتحدة) لصالح أوكرانيا في صراع قائم (بين روسيا وأوكرانيا)وتعرضت لهجوم من قبل الطرف الآخر في الصراع (روسيا) أثناء الاشتباك في منطقة النزاع، فإن هذا لا يشكل حالة من حالات المادة 5 من معاهدة حلف شمال الأطلسي”. وأشار الخبراء إلى أن المادة الخامسة من معاهدة الناتو مرتبطة بتعرض دول وقوات الناتو للهجوم على أراضيها أو فوقها.
وجاء في التقرير أيضا أن “حدوث انخراط عسكري للقوات البرية الفرنسية لصالح أوكرانيا سيستند إلى الحق في الدفاع الجماعي عن النفس بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، وبالتالي سيكون مسموحا به بموجب القانون الدولي… في المقابل، سيشكل أي رد فعل عسكري من جانب روسيا ضد أهداف في فرنسا “هجوما مسلحا” (مخالفا للقانون الدولي) بالمعنى المقصود في المادة 5 من معاهدة حلف الناتو.
روسيا تكثف ضغطها العسكري
ميدانيا، أعلنت السلطات الأوكرانية مقتل ثلاثة مدنيّين على الأقلّ وإصابة 15 آخرين بجروح في قصف روسي استهدف مناطق في جنوب البلاد وشرقها، مؤكّدة من جهة ثانية اعتقال رجلين بشبهة أنّهم جاسوسان لموسكو. وقالت شرطة خاركيف، المدينة الواقعة في شرق البلاد، إنّ امرأة تبلغ من العمر 57 عاماً قُتلت وأصيب زوجها بجروح من جرّاء سقوط قذيفة روسية بالقرب من سيارتهما. وفي مدينة خيرسون بجنوب البلاد، أصابت غارة روسية سيارة أجرة ممّا أسفر عن مقتل السائق وإصابة راكبين بجروح، بحسب ما أعلن حاكم منطقة خيرسون أولكسندر بروكودين.
في سياق متصل، قالت قيادة العمليات بالقوات المسلحة البولندية إنه تم نشر طائرات بولندية وأخرى تابعة لحلفاء بالمجال الجوي للبلاد في وقت مبكر من صباح اليوم (الجمعة 29 مارس / آذار 2024) بعد أن شنت روسياضربات صاروخية على أوكرانيا.
وذكرت قيادة العمليات على منصة إكس للتواصل الاجتماعي أن “طائرات بولندية وحليفة تعمل في المجال الجوي البولندي، مما قد يؤدي إلى مستويات متزايدة من الضوضاء، خاصة في الجزء الجنوبي الشرقي من البلاد”. ويقع الجزء الجنوبي الشرقي من بولندا على الحدود مع أوكرانيا.
رئيس الوزراء البولندي: حقبة جديدة من الحرب قد بدأت
ومن جهة أخرى قال رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك إن الغزو الروسي لأوكرانيا قبل ما يزيد عن عامين بقليل كان بمثابة إعلان عن حقبة جديدة من الحرب في أوروبا.
وتابع في حوار مع صحيفة “دي فيلت” الألمانية ووسائل إعلام أوروبية شريكة نشر الجمعة: “أعلم أن الأمر يبدو مدمرا، خاصة بالنسبة لجيل الشباب، لكن علينا الاعتياد على حقيقة أن عصرا جديدا قد بدأ: عصر ما قبل الحرب. أنا لا أبالغ، فهذا الأمر يصبح أكثر وضوحا كل يوم”. وأضاف “لا أريد إخافة أحد، لكن الحرب لم تعد مفهوما من الماضي. إنها
حقيقية، وقد انطلقت منذ أكثر من عامين”.
وقال توسك إن الشيء الأكثر إثارة للقلق في الوقت الراهن هو أن أي سيناريو يعتبر ممكنا بالمعنى الحرفي. وأضاف “لم نشهد مثل هذا الوضع منذ عام 1945”.في تلك السنة، انتهت الحرب العالمية الثانية باستسلام ألمانيا النازية.
وفي الوقت نفسه، قال توسك إنه يرصد ثورة في العقلية الأوروبية. ولم يعد أحد يشكك في الحاجة إلى تشكيل دفاع مشترك بعد الآن.
وفي ضوء استغلال روسيا للمهاجرين، دعا إلى توفير حماية أكثر اتساقا للحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي.