رويترز ـ سيكون من الصعب إقناع المجر بدعم المزيد من المساعدات المالية لأوكرانيا في قمة الاتحاد الأوروبي المقررة الأسبوع المقبل، بعد أن شكل الاتحاد سابقة سيئة للتحايل على اعتراضات فيكتور أوربان في المرة الأخيرة، حسبما قال وزير الخارجية في لوكسمبورج.
وقال كزافييه بيتيل، الذي كان في السابق رئيس وزراء لوكسمبورج ومثلها في قمم الاتحاد الأوروبي لمدة عشر سنوات حتى نوفمبر الماضي، إن أوكرانيا بحاجة إلى مساعدة عسكرية ومالية في الوقت الذي تحارب فيه الغزو الروسي المستمر منذ عامين تقريبًا.
وقال لرويترز في مقابلة باللغة الإنجليزية يوم الثلاثاء “هناك حاجة إلى أحدهما بقدر الحاجة إلى الآخر”. “المساعدة العسكرية، (لذا) ما زالوا قادرين على تحقيق النجاحات وعدم تدميرهم بين يوم وآخر”.
وشدد بيتيل على أنه من مصلحة الاتحاد الأوروبي مساعدة الاقتصاد الأوكراني منذ أن قرر التكتل المؤلف من 27 عضوا أن جارتها الشرقية ستنضم يوما ما كدولة عضو، وهي عملية طويلة تزداد تعقيدا كلما اتسعت فجوة التنمية.
وفي قمة الاتحاد الأوروبي الأخيرة في ديسمبر/كانون الأول، غادر رئيس الوزراء المجري أوربان الغرفة للسماح للزعماء الستة والعشرين الآخرين باتخاذ قرار إطلاق محادثات العضوية مع كييف، وهو الأمر الذي عارضته حكومته القومية المؤيدة لموسكو بشدة لكنها لم تمنعه رسمياً.
وأصبح أوربان، الذي اشتهر بالعديد من الخلافات المريرة مع الاتحاد الأوروبي خلال 13 عامًا في السلطة، منتقدًا صريحًا لدعم الكتلة لأوكرانيا وتفاخر بعلاقاته مع الكرملين منذ أن دخلت روسيا الحرب في أوكرانيا في فبراير 2022.
وخلال قمة ديسمبر/كانون الأول، استخدم أوربان حق النقض ضد منح أوكرانيا 50 مليار يورو (54 مليار دولار) كمساعدة مالية حتى عام 2027.
ومن المقرر أن يجتمع زعماء الاتحاد الأوروبي مرة أخرى في بروكسل الأسبوع المقبل للتوصل مرة أخرى إلى اتفاق بشأن المساعدات لأوكرانيا. وقال مسؤول حكومي كبير في المجر الأسبوع الماضي إنهم لم يقتربوا من التوصل إلى اتفاق.
وقال بيتيل إن الانطباع السيئ قد نشأ عندما قام الاتحاد الأوروبي، قبيل قمة ديسمبر/كانون الأول عندما ستكون هناك حاجة إلى دعم أوربان في أوكرانيا، بالإفراج عن 10 مليارات يورو للمجر، والتي تم تجميدها حتى الآن بسبب اتهامات واسعة النطاق بأن أوربان يلحق الضرر بالديمقراطية في الداخل.
وقال بيتيل: “لقد توصلنا إلى اتفاق صعب في المرة الماضية. ذهب فيكتور أوربان إلى الحمام”، رغم أن آخرين قالوا إن أوربان غادر الغرفة لتناول القهوة. “لا يمكننا أن نعطي الانطباع بأن التوصل إلى موقف مشترك يعني الدفع (بودابست)… هذه ليست سابقة جيدة.
وقال بيتيل “الأمر صعب. أعرف فيكتور أوربان جيدا… لن يكون من السهل إقناعه. لكننا نعلم الآن أننا إذا لم ندعم أوكرانيا، فمن التالي” الذي سيواجه الغزو الروسي. وأعرب عن أمله في التوصل إلى اتفاق الأسبوع المقبل.
وتعتمد أوكرانيا بشكل كبير على المساعدات الغربية في حربها ضد روسيا. وتصبح مساهمة الاتحاد الأوروبي أكثر أهمية بالنسبة لكييف وسط حالة من الجمود في ساحة المعركة ــ الخطوط الأمامية في شرق أوكرانيا وجنوبها لم تتزحزح إلا نادراً لعدة أشهر ــ وتحوم الشكوك حول مستقبل الدعم الأميركي لكييف.
وإلى جانب المساعدات العسكرية لأوكرانيا، قال بيتيل إن الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى تعزيز قدراته العسكرية لضمان أمنه إذا عاد دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة.
وقال إنه “حذر للغاية” بشأن احتمالات مصادرة الأصول الروسية المجمدة بموجب العقوبات دون موافقة قضائية، على الرغم من الجهود الجديدة التي تبذلها واشنطن في مجموعة السبع للاقتصادات الصناعية الكبرى.
