الحرة بيروت
في 22 نيسان من كل عام، يحتفل العالم بيوم الأرض. مناسبة بيئية تأسست لرفع مستوى الوعي بقضايا الاستدامة وحماية الموارد الطبيعية. يأتي هذا اليوم كتذكير سنوي بحجم التحديات البيئية التي تواجه الكوكب، وبدوافع التحرك الجماعي نحو أنظمة أكثر توازناً وعدالةً بيئية.
يمثل كوكب الأرض موطناً مشتركاً لأكثر من 8 مليارات إنسان، إلى جانب نحو 300 ألف نوع من النباتات، و600 ألف نوع من الفطريات، وما يقارب 10 ملايين نوع من الحيوانات. هذا التنوع الحيوي الهائل يسلّط الضوء على مدى الترابط البيئي وأهمية السياسات الكفيلة بحمايته.
انطلق يوم الأرض للمرة الأولى عام 1970 في الولايات المتحدة، في مرحلة كان فيها استهلاك البنزين المحتوي على الرصاص في ذروته، وكانت مشاهد الضباب الدخاني القاتل والتلوث الصناعي مشهداً يومياً مألوفاً. ومع تكرار حوادث الانسكابات النفطية وارتفاع الوعي المجتمعي بمخاطر تلوث الهواء والماء، بدأ التحول في الرأي العام تجاه ضرورة العمل البيئي المنظّم.
جاءت فكرة هذا اليوم متأثرة بحركات الاحتجاج الطلابية المناهضة لحرب فيتنام، حيث بادر السيناتور الأميركي جايلورد نيلسون إلى تنظيم برامج تعليمية جامعية حول الوعي البيئي، تحوّلت لاحقاً إلى حركة بيئية عالمية اتخذت اسم “يوم الأرض.”
وفي تطوّر نوعي للمسار البيئي، اختارت الأمم المتحدة في عام 2016 يوم الأرض موعداً لتوقيع “اتفاق باريس”، الذي يُعدّ الاتفاق الدولي الأبرز بشأن المناخ. ويهدف إلى كبح ظاهرة الاحترار العالمي ضمن سقف لا يتجاوز 1.5 درجة مئوية – أو على الأقل بأقل من درجتين – مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية.
تتخذ كل نسخة من يوم الأرض عنواناً يواكب التحديات المتغيّرة. وفي عام 2025، حمل اليوم شعار “قوّتنا، كوكبنا“، في دعوة صريحة لتوحيد الجهود العالمية حول الطاقة المتجددة. ويشكّل هذا الشعار دعماً صريحاً لهدف مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين (COP28) القاضي بمضاعفة إنتاج الكهرباء من مصادر نظيفة بمعدّل ثلاث مرّات بحلول عام 2030، كجزء من خطة شاملة للانتقال الطاقي وضبط الانبعاثات.
رابط المقال: https://hura7.com/?p=50745
رابط العدد: https://hura7.com/?p=50468
