الخميس, سبتمبر 19, 2024
16.3 C
Berlin

الأكثر قراءة

Most Popular

علي أبو الريش ـ الإمارات أفعال لا شعارات

الاتحاد ـ بصمت مسبوك بالفعل الجميل، والزاهي بإرادة النبلاء، يتألق مستشفى الإمارات الميداني في غزة المنكوبة، ورجالنا هناك، برؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، يطوون عباءة السؤال بإجابات على الأرض، يفخر بها القاصي والداني، ويرفع المواطن رأساً كأنه الشهب تلمع في فضاءات العالم، وتبتسم غزة رغم الهول، وضخامة التدمير الهائل، لأن في المشهد تتصدر الإمارات وعي الضمير، ومدى قوة التضامن، من دون اصطفاف، إلا إلى جانب الحقيقة، وهي إعانة الملهوف في كل مكان، والوقوف مع الحق في أي منطقة من مناطق العالم.

المستشفى الميداني في غزة، علامة تشير ببنان الصرامة، بأن الحب أقوى من كل الشعارات، وأعظم من كل البيانات، والتصريحات، الجوفاء.
المستشفى الميداني في غزة الواقفة على ركام الجدران المهدمة، يقول رجالنا الأوفياء، لا للكراهية، لا للعنف غير المبرر، ولا استدامة إلا إلى تعمير النفوس ببنيان التعاون، وإضاءتها ببنية النفوس المطمئنة.

هذه هي سياسة الإمارات، تسير في الوجود كالنهر، يعطي بلا حدود، ويذهب إلى الأشجار من دون تحيز، أو تمرد على الحقيقة، حقيقة الحياة التي بنيت على الفرح، فلا يمكن للأحقاد أن تحصد حقاً، ولا الضغائن أن تكرس قوة، ولا العدوانية أن تسيج حضارة، بجدران البقاء من دون تشققات، ولا ولا ميل، ولا انحناء لزمن.

هذه هي الإمارات، بفضل الرؤية الواضحة، والصريحة لصاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، والذي من خلال ابتسامة الأمل، يزرع في النفوس المكلومة أمل الحياة السعيدة، والتفاؤل بأننا أبناء الأرض، ولا مجال للحياة إلا بالوقوف معاً، كتفاً بكتف، لمواجهة كل ما يعرقل طريقنا للحياة، وكل ما يعيق استيقاظ أطفالنا صباحاً، على شروق الشمس، من دون غبار البيوت المهدمة، ولا الأرواح المزهوقة، ولا الدموع المذرورة، حزناً على فقدان عزيز، أو خسارة مصير.

هذه هي سياسة بلادنا، وهذه رؤية قيادتنا، وهذه ثقافة الشفافية التي تسير في ضمائر أهلنا كما تجري الأنهار في عروق الأشجار، كما تحلق الطيور في ربيع الأيام، وكما تزدهر الأعشاب في حقول القلوب الصافية من كل درن، وعفن.

هكذا تتحرك القيم في ذهنية القيادة، وهكذا تبني عروشها الراسخة، وهكذا تسيج المبادئ، بحزم من القيم الإنسانية، عالية المنسوب، رخية التعاطي مع الآخر، ولا حواجز، عرقية، أو دينية، تمنع الوصول إلى الأهداف السامية، لا مطبات طائفية تدفع بالانحياز، فالإمارات مع الحق، تتبع خطاه، وتسير على منواله كأنها الشمس، وهي تسدل أهدابها على الأرض، كأنها السحابة، وهي تمشط جدائل العشب، كأنها الحلم العفوي وهو يحوك قماشة الحرير على قوام أهيف رشيق.

الأكثر قراءة