رويترز – واجهت إسرائيل دعوات أمريكية متزايدة لتجنب إلحاق المزيد من الضرر بالمدنيين الفلسطينيين في قتالها ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة في الوقت الذي لم تظهر فيه الأطراف المتحاربة اليوم الأحد أي مؤشر على التحرك نحو إحياء هدنتها المنهارة.
وبينما قصفت القوات الإسرائيلية القطاع بعد انهيار وقف مؤقت لإطلاق النار قالت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس إن عددا كبيرا جدا من الفلسطينيين الأبرياء قتلوا في غزة واعتبر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أن حماية المدنيين تقع على عاتق إسرائيل “مسؤولية أخلاقية”.
وعززت تصريحات مسؤولين أمريكيين كبار يوم السبت ضغوطا من واشنطن على إسرائيل لتوخي مزيد من الحذر في الوقت الذي تحول فيه تركيز هجومها العسكري جنوبا في قطاع غزة المحاصر.
ومع تجدد القتال الذي استمر لليوم الثالث خشي السكان من أن يكون القصف الجوي والمدفعي مجرد مقدمة لعملية برية إسرائيلية في القطاع الجنوبي من شأنها أن تدفعهم إلى منطقة متقلصة وربما تحاول دفعهم إلى داخل مصر.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن 193 فلسطينيا على الأقل قتلوا منذ انتهاء الهدنة التي استمرت أسبوعا يوم الجمعة ليضاف إلى أكثر من 15 ألف قتيل فلسطيني منذ بداية الحرب.
وفي حديثها في دبي، قالت هاريس إن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، ولكن يجب احترام القانون الدولي والإنساني و”قتل الكثير من الفلسطينيين الأبرياء”.
قالت هاريس للصحفيين “بصراحة، حجم معاناة المدنيين، والصور ومقاطع الفيديو القادمة من غزة، مدمرة”.
أوستن ربما بأقوى تعليقاته حتى الآن حول حاجة إسرائيل لحماية المدنيين في غزة، واصفا إياها بأنها “مسؤولية أخلاقية وضرورة استراتيجية”.
قال أوستن في منتدى دفاعي في سيمي فالي ، كاليفورنيا “إذا دفعتهم إلى أحضان العدو ، فإنك تستبدل النصر التكتيكي بهزيمة استراتيجية”.
وقال أوستن، الذي تعهد بأن الولايات المتحدة ستقف إلى جانب إسرائيل باعتبارها “أقرب صديق لها في العالم”، إنه ضغط على المسؤولين الإسرائيليين لتوسيع وصول غزة إلى المساعدات الإنسانية بشكل كبير.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مؤتمر صحفي في تل أبيب يوم السبت إن إسرائيل تواصل العمل بالتنسيق مع الولايات المتحدة والمنظمات الدولية لتحديد “مناطق آمنة” للمدنيين في غزة.
“هذا مهم لأنه ليس لدينا رغبة في إيذاء السكان”، قال نتنياهو. لدينا رغبة قوية جدا في إيذاء حماس”.
وتقول الولايات المتحدة بشكل متزايد إن إسرائيل يجب أن تضيق منطقة القتال خلال أي هجوم في جنوب غزة وأن تضمن مناطق آمنة لغير المقاتلين.
وقال مارك ريجيف كبير مستشاري نتنياهو إن إسرائيل لا تريد أن ترى المدنيين في غزة محاصرين في مرمى النيران وتبذل “أقصى جهد” لحمايتهم.
وقال إنه عندما تنتهي الحرب، ستسعى إسرائيل إلى الحصول على “غلاف أمني” لمنع حماس من التمركز على حدود غزة.
وقال روبرت مارديني رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر لرويترز إن تجدد القتال “طبقة جديدة من الدمار تأتي فوق دمار هائل لا مثيل له.”
وقال مسؤولو الصحة في غزة إنه بالإضافة إلى عدد القتلى أصيب 650 شخصا منذ انهيار الهدنة.
مع وصول الأوضاع داخل غزة إلى “نقطة الانهيار”، على حد تعبير مارديني، دخلت شاحنات الإسعافات الأولى منذ انتهاء الهدنة من مصر عبر معبر رفح يوم السبت، حسبما ذكرت مصادر أمنية والهلال الأحمر المصري. وقالت المصادر إن نحو 100 شاحنة مرت.
وقال مسؤول كبير إن إسرائيل ستسهل تقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين في غزة.
وألقت الأطراف المتحاربة باللوم على بعضها البعض في انهيار الهدنة التي أفرجت حماس خلالها عن رهائن مقابل أسرى فلسطينيين محتجزين في السجون الإسرائيلية.
وقالت إسرائيل إنها استدعت فريقا من قطر، مضيفة مفاوضات غير مباشرة مع حماس، متهمة الفصيل الفلسطيني بالتراجع عن اتفاق لإطلاق سراح جميع النساء والأطفال الذين تحتجزهم.
في غضون ذلك ، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه سيتوجه إلى قطر للعمل على هدنة جديدة.
لكن نائب رئيس حماس قال إنه لن يتم تبادل أي سجناء مع إسرائيل ما لم يكن هناك وقف لإطلاق النار ويتم إطلاق سراح جميع المعتقلين الفلسطينيين في إسرائيل.
وقال صالح العاروري لقناة الجزيرة إن الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس هم جنود ورجال مدنيون خدموا سابقا في الجيش.
لكن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت قال إن حماس انتهكت التزامها بإطلاق سراح 17 امرأة وطفلا ما زالوا محتجزين في غزة.
استهداف الجنوب
وتعرض الجزء الجنوبي من غزة، بما في ذلك خان يونس ورفح، حيث لجأ مئات الآلاف من النازحين من شمال القطاع، للقصف يوم السبت.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن مصادر محلية قولها إن الطائرات الحربية قصفت منزلين في مخيم النصيرات للاجئين مما أسفر عن مقتل 13 شخصا على الأقل. وقال مسؤولو صحة في غزة إن ثلاثة فلسطينيين قتلوا في غارة جوية إسرائيلية على منزل في رفح.
ولم يتسن لرويترز التحقق من الروايات بشكل مستقل.
وقالت حماس إنها استهدفت تل أبيب بوابل من الصواريخ. ولم ترد تقارير عن وقوع أضرار، لكن مسعفين قالوا إن رجلا عولج من إصابة بشظية في وسط إسرائيل.
