الاتحاد – كانت تلك اللوحة التحذيرية ذات مرة مثار تندر كل من شاهدها بعد أن سها الخطاط -ويبدو أنه غير عربي- عن وضع النقطة لتؤدي اللوحة الغرض منها، تعريف المارة ومستخدمي الطريق بأن هناك عمالاً يشتغلون، وبالتالي يأخذون حذرهم عند عبور تلك المنطقة.
وبعيداً عن الطرفة التي تسبب فيها غياب النقطة الفارقة، نحيي عمال الطرق الذين (يشتعلون) بالفعل، من أجلنا ومن أجل سلامتنا وسلامة طرقنا وسلامة الحركة المرورية إجمالاً.

نلاحظ جميعاً الجهد الكبير لدائرة البلديات والنقل وشركائها وانتشار فرق العمل الذين هم أشبه بجراحين يتعاملون بكل همة وكفاءة عالية مع بعض ما يعتري بعض الطرق أو أجزاء منها بفعل كثافة الحركة عليها أو من تداعيات الأمطار الغزيرة التي شهدتها الدولة بعد الحالات الجوية التي مرت بها.

نراهم ينتشرون هنا أو هناك لإصلاح الخلل وردم الحفر والتشققات التي تظهر في بعض أجزاء الطريق، لخطورة هذه المسائل ليس على المركبات فحسب، وإنما على الحركة المرورية إجمالاً، حيث يضطر بعض سائقي المركبات للانحراف المفاجئ لتفادي تلك الحفر والتشققات فيتسببون في حوادث لا تحمد عقباها.

إن أبسط واجب ومسؤولية علينا جميعاً هي الالتزام باللوحات الإرشادية التي تحدد السرعات في مثل هذه المناطق والتقيد بالتعليمات؛ لأن تحقق المصلحة العامة والسلامة المنشودة، التزام دون تأفف أو تذمر، فالمسألة هي بضع دقائق نتحملها، ولكنها تحقق أهدافاً وغايات كبيرة على المدى البعيد، وتحقق السلامة للجميع.

جهود كبيرة جداً تبذلها الجهات المختصة، وترصد لها مئات الملايين من الدراهم، وتحشد لها كل الإمكانات والموارد وفق رؤية سديدة لقيادتنا الرشيدة التي تولي كل ما يتعلق بالإنسان وجودة حياته على أرض هذا الوطن الغالي كل الرعاية والاهتمام والمتابعة، باعتباره أغلى ثروات هذا الوطن الغالي.

لذلك لم يكن غريباً أن تتصدر إمارات الخير والمحبة المؤشرات الدولية في سعادة الإنسان ورفاهيته، ليس ذلك وحسب وإنما المراكز الأولى كأفضل بنية تحتية أثبتت جدارتها وكفاءتها في التحديات العديدة التي مرت بها، بل وأرست معايير إماراتية خاصة في التعامل مع الأحوال الطارئة التي قد تظهر بين الفينة والأخرى، انطلاقاً من الجاهزية التامة والكفاءة العالية التي تتمتع بها والنهج الاستباقي الذي تقوم عليه، ونسجت منظومات عمل متعاملة على أساسها.

كل الشكر مجدداً لفرق العمل في مختلف المواقع، آملين من «البلديات والنقل» تخصيص رقم مباشر لمساعدة «جراحي الطرق».

https://hura7.com/?p=26159