politico – سوف يقوم مركز اختبار التجنيد الإجباري ، إلى جانب مركزين آخرين في جوتنبرج ومالمو، بفحص 110 آلاف مراهق هذا العام، واستدعاء نحو ربع هؤلاء لإجراء فحوصات بدنية وعقلية، ثم اختيار أفضل ثالث منهم للخدمة لمدة تتراوح بين تسعة أشهر وخمسة عشر شهراً في الجيش ــ سواء أرادوا ذلك أم لا.
وهو نموذج مصمم لإعادة تشكيل جيش سويدي أفرغ من عتاده بعد نهاية الحرب الباردة. فقد اضطر زعماء البلاد إلى التراجع عن موقفهم بعد ضم روسيا لمنطقة شبه جزيرة القرم الأوكرانية قبل عقد من الزمان، وهو ما أظهر أن التهديد كان يتصاعد مرة أخرى في الشرق.
إن هذا النظام يجذب الانتباه في العواصم الأوروبية الكبرى، بما في ذلك برلين ولندن وأمستردام، حيث يسعى المسؤولون جاهدين لإيجاد طرق لتعزيز قواتهم المستنفدة. سلط وزير الدفاع السويدي بال جونسون الضوء على قيمة التجنيد الإجباري في سلسلة من الخطب الأخيرة.
وقال خلال جلسة برلمانية عقدت مؤخرا في ستوكهولم: “التجنيد الإجباري شرط أساسي لضمان قوة القوات المسلحة. لا يمكن تلبية احتياجات منظمتنا العسكرية بالاستعانة بأفراد مستأجرين فقط”.
تضاعف عدد المجندين في الجيش السويدي إلى حوالي 8000 في العام 2023، من 4000 في عام 2017، عندما أعيد تقديم الخدمة العسكرية الإلزامية المحايدة بين الجنسين بعد انقطاع دام سبع سنوات. وقالت الحكومة إنها تريد رفع هذا العدد إلى 10000 سنويًا في الأمد القريب، في حين يبدو أن تصميم النظام يسمح بالتوسع إلى ما هو أبعد من ذلك إذا لزم الأمر. وهذا يعتمد على 14850 فردًا بدوام كامل في الجيش السويدي.
لقد أحدث هذا التحول هزة في السويد لا سيما أنها لم تخض حربا منذ أكثر من 200 عام. جنبا إلى جنب مع انضمام السويد مؤخرا إلى حلف شمال الأطلسي.
زار وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس معسكر تيجيلودسفاجن قبل بضعة أسابيع وغادر قائلاً إنه تعلم دروسًا لوطنه.وقال : “نحن بحاجة إلى رجال ونساء شباب متحمسين للدفاع عن بلادنا إذا لزم الأمر. لقد سمعت الكثير عن النهج السويدي وأنا أقدر ذلك – يتضمن نهجكم قوة احتياطية قوية وقد رأينا في أوكرانيا أن هذا مهم”.
اقترح بيستوريوس الخدمة العسكرية الانتقائية التي تركز على المتطوعين كـ “خطوة أولى” في 12 يونيو 2024 إن خطة بيستوريوس، التي يدرسها الآن المشرعون وشركاء الوزير في الائتلاف، سوف تطلب من كل الرجال البالغين من العمر 18 عاماً ـ ويتوقع المخططون أن يبلغ عددهم 400 ألف رجل سنوياً ـ ملء استبيان. ومن بين هذا العدد الإجمالي سوف يتم اختيار نحو 40 ألفاً للخضوع لفحص طبي، ثم يتم السماح لعشرة آلاف آخرين بالتدريب الأساسي.
كما تم إرسال مسؤولين هولنديين إلى معسكر تيجيلودسفاجن، في حين سلطت مجموعة من كبار المسؤولين السابقين في المملكة المتحدة، بما في ذلك رئيس وكالة الاستخبارات الخارجية السابق إم آي 6، الضوء على ما يرونه من مزايا النظام السويدي.
