t-onlineـ بعد التبادل المكثف للسجناء بين الدول الغربية وروسيا ، تطالب الحكومة الفيدرالية بالتفاهم بشأن إطلاق سراح عميل روسي أدين بارتكاب جريمة قتل. ومن غير المتوقع أن يساعد الاتفاق مع موسكو في تخفيف التوترات أو حتى إنهاء الحرب في أوكرانيا.
وصفت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك تبادل السجناء بين روسيا وبيلاروسيا والعديد من الدول الغربية بأنه “معضلة حساسة للغاية”. وألمحت إلى صراعات صعبة داخل الحكومة. حيث قالت في مقابلة إذاعية مع BR24: “لم يتخذ أحد في الحكومة الفيدرالية القرار بسهولة”.
وأكدت وزيرة الداخلية نانسي فيزر: “كان هذا قرارًا صعبًا للغاية”. وقالت: “من وجهة نظرنا، كانت مصلحة الحرية وحياة السجناء – في روسيا وبيلاروسيا – أكثر أهمية”. ومن ناحية أخرى، تم إطلاق سراح قاتل مدان. والمقصود هو “قاتل Tiergarten” فاديم كراسيكوف.
لماذا واجهت ألمانيا صعوبة في قضية كراسيكوف؟
تم إطلاق سراحه يوم الثاني من أغسطس 2024 في إطار تبادل الأسرى. وتم نقله بالطائرة من كارلسروه إلى أنقرة في ظل احتياطات أمنية مشددة . علماً بأنه قد حكمت عليه محكمة غرفة برلين بالسجن مدى الحياة بتهمة القتل العمد في عام 2021. وجاء في الحكم أنه في 23 أغسطس 2019، أطلق الروسي النار غدرًا على مواطن جورجي من أصل شيشاني في برلين نيابة عن سلطات الدولة الروسية الذي طلب الحماية في ألمانيا. وفي المقابل، أفرجت روسيا عن شخصيات معارضة بارزة مثل فلاديمير كارا مورسا وآخرين.
وقال الأمين العام للحزب الديمقراطي الحر بيجان جير ساراي: “يمكن لأعضاء المعارضة المفرج عنهم مواصلة معركتهم المهمة ضد نظام بوتين القاسي”. وهو ما يظهر مرة أخرى أن عملية تبادل المجرمين بالصحفيين في عهد بوتين تقف على الجانب الخطأ من التاريخ”.
مدى سلامة منتقدي الكرملين المفرج عنهم في ألمانيا وأوروبا
بعد رحيل كراسيكوف، أصبح السؤال المطروح الآن أكثر هو مدى أمان معارضي الكرملين في أوروبا، وخاصة في ألمانيا. من الممكن أن يتوقع القتلة المحتملون أنه إذا تم سجنهم، فسيتم إطلاق سراحهم من خلال تبادل جديد. خاصة وأن البعض في السلطات الأمنية يشعر بالقلق من أن القاعدة المجرية الخاصة بالعمال الضيوف من روسيا وبيلاروسيا، والتي تم تقديمها في يوليو/تموز، يمكن أن تتحول إلى بوابة للعملاء الروس الذين يريدون التسلل إلى منطقة شنغن.
وبموجب اللائحة الجديدة، يمكن للعمال من البلدين القدوم إلى المجر لمدة عامين ثم تمديد إقامتهم لمدة ثلاث سنوات كلما أرادوا. وللاستفادة من البرنامج، يتعين عليهم ببساطة إثبات أن لديهم وظيفة وسكن وتأمين صحي في المجر.
ودعت مفوضة الشؤون الداخلية بالاتحاد الأوروبي، إيلفا جوهانسون، الحكومة المجرية إلى توضيح موقفها. وقالت إذا كانت القاعدة الخاصة “تشكل خطرا، فسنتحرك”. ولم توضح بالتفصيل ما يمكن أن يعنيه ذلك بعبارات محددة. وقال رئيس المكتب الاتحادي لحماية الدستور، توماس هالدينوانغ ، في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية في يونيو 2023 إنه من أجل منع ما يسمى بعملاء السفر الروس من التسلل إلى ألمانيا، سيتم فحص طلبات الحصول على التأشيرة بعناية. أي شخص معروف لدى مكتب حماية الدستور وشركائه لن يحصل على تأشيرة دخول.
وقال متحدث باسم الوزارة: “من الصحيح وبدعم من وزارة الداخلية الفيدرالية أن المفوض الداخلي للاتحاد الأوروبي يوهانسون طالب بتوضيح شامل من الحكومة المجرية”. وهناك حاجة الآن إلى معلومات مفصلة من أجل مناقشة العواقب المحتملة على المستوى الأوروبي.
مخاوف ألمانيا بشأن خطر التجسس الروسي المحتمل
إن خطر التجسس والتخريب الروسي مرتفع، وقد تزايد منذ بداية الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا، والتي تنتهك القانون الدولي . وهو ما أكدت عنه وزيرة الداخلية الاتحادي فايزر بقولها: “لذلك يجب على جميع شركاء الاتحاد الأوروبي زيادة جهودهم للحماية من التجسس والتخريب الروسي ويجب ألا يخلقوا أي بوابات محتملة”.
ألمح الرئيس الروسي السابق والنائب الحالي لمجلس الأمن القومي الروسي، ديمتري ميدفيديف، إلى أن موسكو يمكن أن تلاحق منتقدي الكرملين المفرج عنهم في الخارج. وأوصى “الخونة” المفرج عنهم على تيليجرام بتبني أسماء جديدة و”التنكر بشكل فعال كجزء من برنامج حماية الشهود”.
يقيم وزير الدفاع بوريس بيستوريوس (SPD) عملية تبادل الأسرى واسعة النطاق مع روسيا باعتبارها نجاحاً للمفاوضات ويدعو إلى الواقعية. وقال على هامش زيارة لكوريا الجنوبية “لا يمكنك القيام بواحد دون قبول الآخر. وكان هذا هو الحال هنا أيضا” . “أعتقد أن المستشارية تفاوضت بشكل ممتاز.
