أفادت تقارير إسرائيلية بوفاة زعيم حزب الله، حسن نصر الله، حيث قُتل يوم 27 سبتمبر 2024 في هجوم استهدف مقر الجماعة. ووفقاً لمصادر إسرائيلية، قُتل نصر الله في إحدى ضواحي بيروت. وقال الجيش الإسرائيلي: “لن يكون حسن نصر الله قادراً على ترويع العالم بعد الآن”. كما أُعلن عن مقتل علي كركي، أحد القادة البارزين لحزب الله في جنوب لبنان. ولم يصدر في البداية تأكيد رسمي من حزب الله بشأن هذه التقارير.
وفي كلمة بثها التلفزيون قال دانيال هاغاري المتحدث باسم الجيش إن قصف الجيش للقيادة المركزية لحزب الله كان “دقيقاً للغاية”، مضيفاً أن الجيش لن يقبل استخدام مطار بيروت المدني لأغراض عسكرية. وأضاف أنه لا يوجد تغيير في توجيهات الطوارئ المدنية في هذه المرحلة. وتابع هاغاري بالقول: “سنحبط محاولات إيران إيصال أسلحة إلى حزب الله عبر مطار بيروت” الدولي، مؤكداً أن طائرات حربية إسرائيلية تقوم بدوريات حول مطار بيروت.
وقال مصدر مقرب من حزب الله لرويترز إن الاتصال بالقيادة العليا للجماعة انقطع بعد الضربات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، مساء 27 سبتمبر 2024. ولم تصدر الجماعة بياناً بشأن مصير أمينها العام حسن نصر الله حتى الآن رغم مرور ساعات على الهجوم.
تواصل القصف الإسرائيلي العنيف خلال الليل في لبنان، واستهدفت موجة جديدة من الضربات الجوية للضاحية الجنوبية لبيروت في الساعات الأولى من يوم 28 سبتمبر 2024 مع تكثيف إسرائيل هجماتها على حزب الله، بعد ضربة ضخمة على مركز قيادة الحركة المدعومة من إيران والتي استهدفت على ما يبدو أمينها العام حسن نصر الله. وسمع شهود من رويترز أكثر من عشرين ضربة جوية منفصلة قبل فجر اليوم يوم 28 سبتمبر 2024. وتجمع آلاف اللبنانيين في الساحات والمتنزهات والأرصفة في وسط بيروت والمناطق المطلة على البحر، بعد أن تركوا منازلهم في الضاحية الجنوبية.
من هو حسن نصر الله؟
يُعد حسن نصر الله، الذي قاد حزب الله لأكثر من 30 عاماً، من أبرز الشخصيات المعارضة لإسرائيل. إن مقتله يمثل أسوأ ضربة يتلقاها حزب الله من إسرائيل منذ عقود، ومن الصعب حالياً التنبؤ بالعواقب التي ستترتب على الصراع مع إسرائيل أو على الوضع في لبنان والشرق الأوسط عموماً.
تفاصيل الهجوم
بحسب ما ورد، استهدف الجيش الإسرائيلي مقراً لحزب الله يُعتقد أنه يقع تحت مبانٍ سكنية في ضاحية حارة حريك القريبة من مطار بيروت. وقد أظهرت المشاهد سحباً كثيفة من الدخان تعقبها أكوام من الركام. ووفقاً لوزارة الصحة اللبنانية، أسفر الهجوم عن مقتل ما لا يقل عن ستة أشخاص وإصابة 91 آخرين.
نصر الله وزعامته لحزب الله
منذ توليه قيادة حزب الله عام 1992، أصبح نصر الله من أشد المعارضين لإسرائيل، وكان له تنسيق وثيق مع إيران والحرس الثوري الإيراني، الداعمين الرئيسيين للحزب. تحت قيادته، تحوّل حزب الله إلى قوة عسكرية وسياسية أقوى بكثير مما كان عليه في عهد سلفه.
ردود الفعل
على مدار 32 عاماً من زعامته، اتُهم نصر الله بالمسؤولية عن مقتل العديد من المدنيين والجنود الإسرائيليين. وقد صرّح الجيش الإسرائيلي بأنه سيواصل استهداف كل من “يشجع أو يشارك في الإرهاب ضد إسرائيل”. ومن جانبها، ذكرت مصادر من حزب الله، أن جماعة حزب الله فقدت الاتصال بزعامتها منذ مساء يوم 27 سبتمبر 2024، إلا أن هذه المصادر لم تؤكد وفاة نصر الله، كما لم يصدر حزب الله بياناً رسمياً بهذا الشأن حتى الآن.
وقال مصدر مقرب من حزب الله إن نصر الله ما زال على قيد الحياة بعد قصف الضاحية الجنوبية لبيروت معقل الجماعة. وذكرت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء أنه بخير. وقال مسؤول أمني إيراني كبير لرويترز إن طهران تتحقق من وضعه. ويثني مؤيدو نصر الله على وقوفه في وجه إسرائيل وتحديه للولايات المتحدة.
وتجلى نفوذه الإقليمي منذ تفجر صراع أوقدت شرارته الحرب على غزة قبل ما يقرب من عام، إذ دخل حزب الله على خط المعركة بإطلاق النار على إسرائيل من جنوب لبنان “إسنادا” لحليفته حركة حماس، وحذت حذوه جماعات يمنية وعراقية ضمن ما يسمى ب “محور المقاومة”. وقال نصر الله في خطاب ألقاه في الأول من أغسطس 2024 خلال جنازة القائد العسكري لحزب الله فؤاد شكر الذي قُتل في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية التي يسيطر عليها حزب الله في بيروت “إننا أمام معركة كبرى”.
