الأربعاء, أكتوبر 16, 2024
12.4 C
Berlin

الأكثر قراءة

Most Popular

رودريك مطر ـ خطورة الشرق الأوسط الجديد… إن تحقّق

بقلم: المحامي رودريك مطر

الشيخ نعيم قاسم مخيف بمنطقه الجديد، يحذّر من خطورة “شرق أوسط جديد” على حدّ تعبيره… كم سيكون خطيراً ذلك الشرق الأوسط في حال تحقق، عندما يُمنع أي فصيل مسلّح غير شرعي من استباحة الأراضي اللبنانية تحت عنوان “تحرير فلسطين”.

إنه لخطير جداً ذلك الشرق الأوسط الجديد في حال خرج لبنان من الدوامة العبثية التي دخل بها منذ العام 1968، تاريخ استباحة منظمة التحرير الفلسطينية للأراضي اللبنانية، والتي بدأت تستجلب معها الكوارث والويلات الإسرائيلية على أبناء الجنوب، ليأتي بعدها النفوذ السوري ومن ثمّ الإيراني في تولّي زمام تلك الاستباحة.

سيكون ذلك الشرق الأوسط الجديد أكثر وأكثر خطورة عندما يصبح الجيش اللبناني وحده سيّد القرار على الدولة اللبنانية وكل أراضيها، فلا تستطيع أي فئة أو حزب تخزين نيترات الأمونيوم لتفجير العاصمة بيروت؛ ولا إعاقة التحقيق وتهديد القضاة ثم القيام بقتل كلّ من المصوّر جو بجّاني والعقيد جوزف سكاف والعقيد جوزف أبو رجيلة لمجرّد أنهم ينملكون معلومات عن الجهة التي قامت بتخزين تلك المواد؛ ناهيك عن اغتيال كل الخصوم السياسيين منذ الرئيس الشهيد رفيق الحريري إلى وسام الحسن ومن بينهما، مع إعاقة التحقيق كأداة أساسية لإخفاء الجرم.

كم هو خطير ذلك الشرق الأوسط الجديد إن تحقق، إذ لن يكون لبنان منعزلاً عن باقي العرب. فلا يستجلب الكوارث من إسرائيل منفرداً تحت عنوان “تحرير فلسطين”، وينعم أبناء الجنوب بعيش هنيء مستقرّ، وينعم لبنان باستقرار يجعل أبناءه يخططون لمستقبل زاهر في وطنهم كما هو حال كل الدول العربية المحاذية وغير المحاذية لإسرائيل. تلك الدول العربية التي هي على الأقل قادرة على تقديم مساعدات طبية وغذائية ومالية للشعب الفلسطيني، فيما أغرق لبنان نفسه في كوارث إنسانية تحت كذبة عنوانها “الإسناد” وهي لم تسند أحداً.

كم أصبحت مستفزّة كذبة “الدفاع عن لبنان” بينما حقيقتها استجلاب الكوارث للبنان، إمّا بأوامر إيرانية أو بإيقاع لا يخدم سوى المفاوضات الإيرانية الأميركية حول المشروع الإيراني النووي وتحرير الأموال الإيرانية المحجوزة هنا وهناك.

فعلاً إنه لخطير ذلك الشرق الأوسط الجديد لأنه، إن تحقق، قد يحوّل لبنان إلى سويسرا الشرق مجدداً، و يتحرر من العقائد البالية المغسولة الدماغ ومن الخرافات المقدّسة الآتية من صحراء القرون الأولى. ففي ذلك الشرق الأوسط الجديد، قد يستوعب العقل اللبناني أن من يريد التغلّب على إسرائيل عليه أن يسبقها علمياً وتقنياً، وإلّا فلن تكون النتيجة سوى الانتحار.

https://hura7.com/?p=35128

الأكثر قراءة