رويترز ـ أظهرت بيانات تتبع السفن أن أربع ناقلات على الأقل تنقل الديزل ووقود الطائرات من الشرق الأوسط والهند إلى أوروبا تسلك الطريق الأطول حول أفريقيا لتجنب البحر الأحمر.
يمكن أن تؤدي عمليات التحويل حول رأس الرجاء الصالح إلى إطالة رحلات الناقلات إلى أوروبا لمدة تصل إلى ثلاثة أسابيع ، مما يؤدي إلى ارتفاع تكاليف الشحن وربما انقطاع الإمدادات.
لكن في حين أن بعض المستأجرين بما في ذلك شركة بريتيش بتروليوم (BP) قد حولوا السفن في أعقاب هجمات الحوثيين في اليمن ، يواصل آخرون استخدام طريق البحر الأحمر الأقصر عبر قناة السويس.
وبدأت ناقلات النفط في تجنب البحر الأحمر في وقت سابق من هذا الشهر بعد أن صعدت جماعة الحوثي المسلحة هجماتها البحرية على السفن التجارية ، والتي قالت إنها كانت ردا على الحملة العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.
أعلنت شركات شحن الحاويات بما في ذلك Maersk و CMA CGM عودتها إلى الطريق ، بعد أن أعلنت الولايات المتحدة عن إنشاء فرقة عمل بحرية تهدف إلى حماية السفن التجارية.
ومع ذلك، يرى آخرون – بمن فيهم هاباغ لويد (HLAG.DE) – أن الخطر كبير جدا، وهناك حالة من عدم اليقين بشأن فعالية العملية التي تقودها الولايات المتحدة والتي كافحت حتى الآن لكسب الزخم مع بعض حلفائها الرئيسيين، ويرجع ذلك جزئيا إلى تذبذب الدعم السياسي للهجوم الإسرائيلي على غزة.
وقامت السفن المحولة بتحميل شحناتها من البحرين والكويت والمملكة العربية السعودية والهند وتم استئجارها من قبل سينوبك ومؤسسة البترول الكويتية وأرامكو وريلاينس إندستريز المحدودة ، على التوالي ، وفقا لشركة تحليل الشحن كبلر.
ومن بين تلك الدول، كانت البحرين فقط على قائمة الدول ال 12 التي صرحت الولايات المتحدة علنا بأنها ستنضم إلى عملية “حارس الازدهار” من أصل 20 دولة. وقالت السعودية إلى جانب الإمارات العربية المتحدة إنها لا تهتم بالعملية.
ولم يتسن لرويترز التأكد من الشركات التي أصدرت تعليمات لتلك السفن بالابتعاد عن البحر الأحمر. ويمكن أن تأتي التعليمات بتحويل مسار الناقلة من مالك السفينة أو مستأجر السفينة أو مشتري البضاعة المشحونة في الحالات التي لا تكون فيها تلك هي نفس الشركة.
ولم ترد ريلاينس وسينوبك على الفور على طلبات رويترز للتعليق بينما امتنعت أرامكو عن التعليق وقالت مؤسسة البترول الكويتية إنها لم تطلب من ناقلات النفط تجنب البحر الأحمر.
وتعطل الهجمات التي يشنها المسلحون الحوثيون في اليمن على السفن في البحر الأحمر التجارة البحرية عبر قناة السويس مع تغيير مسار بعض السفن إلى طريق أطول بكثير بين الشرق والغرب عبر الطرف الجنوبي لأفريقيا.
العمل كالمعتاد
في حين أن المزيد من عمليات تحويل شحنات النفط يمكن أن تحدث طالما أن الشاحنين أو شركات النفط لديهم شكوك حول سلامة المرور في البحر الأحمر ، فقد استمرت العديد من السفن في استخدام الطريق.
في وقت نشر ما يقرب من 4.5 مليون برميل من المنتجات النفطية وما يقرب من 2 مليون برميل من النفط الخام يتم تحميلها على السفن التي تعبر حاليا البحر الأحمر وقناة السويس إلى وجهات أوروبية ، تظهر بيانات كبلر.
وبالمقارنة، فإن السفن التي تم تحويلها، Sti Solidarity و Jag Lokesh و Ps Atene و Karimata، تحمل مجتمعة 2.4 مليون برميل من الديزل ووقود الطائرات حول رأس الرجاء الصالح.
قد لا يصل الحجم الكامل إلى أوروبا – قامت Ps Atene بتحديث وجهتها من جبل طارق إلى مابوتو ، موزمبيق ، في 28 ديسمبر وفقا لكبلر.
لكن الاضطرابات في البحر الأحمر لم تؤثر حتى الآن على أسعار الوقود الأوروبية وهوامش التكرير.
كانت علاوة العقود الآجلة لزيت الغاز منخفض الكبريت في شمال غرب أوروبا على العقود الآجلة لخام برنت أقل بنسبة 10٪ في 28 ديسمبر مقارنة ب 1 ديسمبر ، مما يشير إلى أن زيت الغاز مزود بشكل جيد نسبيا مقارنة بالنفط الخام وفقا لرئيس السلع في Investec كالوم ماكفيرسون.
كما استقر هيكل سوق زيت الغاز في ديسمبر – وهي علامة أخرى على أن التجار لا يتوقعون نقصا وشيكا في الإمدادات في أوروبا.
وقال زامير يوسف المحلل لدى كبلر إن أسواق نواتج التقطير المتوسطة الأوروبية قد تظل حساسة لأي اضطرابات بسبب مستويات المخزون المنخفضة موسميا من كل من زيت الغاز ووقود الطائرات في شمال غرب أوروبا وانخفاض معدلات تشغيل المصافي بعد فترة الصيانة في الخريف.
وأضاف أن الموردين في المنطقة سيعتمدون على الأرجح على واردات الديزل من ساحل الخليج الأمريكي في العام المقبل.
تم تزويد سوق الديزل في أوروبا بشكل أساسي من الشحنات الروسية حتى الحظر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على منتجات النفط الروسية اعتبارا من 5 فبراير من هذا العام في ضوء الحرب في أوكرانيا مما جعل أوروبا تعتمد بشكل كبير على الشرق الأوسط وآسيا لسد النقص الهيكلي في المنتج.
أكثر من 90٪ من 14.3 مليون برميل شهريا من وقود الطائرات التي استوردتها أوروبا من مناطق أخرى هذا العام جاءت من أسواق شرق السويس وفقا لكبلر ، وحوالي 58٪ من متوسط وارداتها الشهرية من الديزل البالغ 24.4 مليون برميل.
